والمعصية (لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ).
٤٠ ـ (إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) قطع إبليس عهدا على نفسه أن ينتقم لمأساته من ذرية آدم الذي كان السبب لطرده من رحمة الله.
٤١ ـ (قالَ) سبحانه : (هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) هذه إشارة إلى تحصين المخلصين من شر الشيطان وغوايته ، وعلي أي ثابت عليه تعالى هذا الحفظ والتحصين تماما كقوله : (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) ٥٤ الأنعام».
٤٢ ـ (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ...) أبدا لا سلطان على الإنسان إلا نفسه ، ولا يتبع الشيطان إلا حقود حسود أو متعصب جهول أو انتهازي يبيع الدين والضمير والبلاد لكل من يدفع الثمن.
٤٣ ـ ٤٤ ـ (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ) يجتمع فيها حزب الشيطان بقيادته ، يتباغضون ويتلاعنون (لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) تشير هذه الآية إلى أن أهل النار فئات تماما كأهل الجنة ، وهذا هو العدل ، لأن السيئات مراتب وكذلك الحسنات : (وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) ـ ١٩ الأحقاف».
٤٥ ـ (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) لما أشار سبحانه إلى الشيطان وحزبه والغاوين وأن جهنم لموعدهم أجمعين عطف عليهم أهل الجنة ، وأنهم في عزة وكرامة ، تقول لهم ملائكة الرحمة : ٤٦ ـ (ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ) الجنة دار الغنى عن كل شيء والأمان من كل خوف.
٤٧ ـ (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ) لا تعادي في مال ولا تحاسد على جاه ، فمن أين يأتي الحقد والغل؟
٤٨ ـ (لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ) لا تعب ولا صخب. وقال قائل : إن آدم ملّ في الجنة من حياة الترف والفراغ والكسل والشلل ، فأكل من الشجرة عن قصد وعمد ، ليخرجه الله سبحانه إلى الأرض حيث الكفاح والنضال والأكل من كد اليمين وعرق الجبين ٤٩ ـ ٥٠ ـ (نَبِّئْ عِبادِي) عني (أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ) حذر سبحانه وبشر في آن واحد كيلا ييأس العاصي ويقول متماديا في الغي : أنا الغريق وما خوفي من البلل؟ وأيضا كيلا يغتر «العابد» ويقول معجبا بنفسه : لا أحد مثلي في التاريخ! ومعنى هذا أن الإنسان «لا يكون مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا ، ولا يكون خائفا راجيا حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو» كما قال الإمام الصادق (ع) ومعنى قوله : «لما يخاف ويرجو» هو الخوف أن يكون عمله ناقصا غير مقبول والرجاء أن يكون كاملا ومرضيا ، وتقدم في الآية ٩٨ من المائدة و ١٦٥ من الأنعام و ١٦٧ من الأعراف ٥١ ـ (وَنَبِّئْهُمْ) يا محمد (عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ) والمراد بهذا الضيف الملائكة ٥٢ ـ (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً) فرد عليهم و (قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ) لأنه قدم لهم الطعام فامتنعوا عنه فأنكرهم وأوجس منهم خيفة ٥٣ ـ (قالُوا لا تَوْجَلْ) لا تخف (إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) بالله وشريعته بنص الآية ١١٢ من الصافات : (وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ).