ليس هذا استبعادا بل تعظيما لقدرة الله (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) تجاوزت عمر من يولد له.
٩ ـ (قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ) يخلق الشيء من لا شيء.
١٠ ـ ١١ ـ (قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً) علامة على وجود الحمل ، وتقدم في آل عمران من الآية ٣٨ إلى ٤١.
١٢ ـ ١٤ ـ (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ) اعمل بالتوراة مخلصا ومجاهدا (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ) التفقه في الدين (صَبِيًّا وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا) رحمة بعباد الله (وَزَكاةً) طهارة وقداسة.
١٥ ـ (وَسَلامٌ عَلَيْهِ) هو في رعاية الله وعنايته وأمنه وأمانه في كل المواطن ، وهي ثلاثة : (يَوْمَ وُلِدَ) حيث انتقل من العدم إلى الوجود (وَيَوْمَ يَمُوتُ) حيث ينتقل إلى حياة ثانية (وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) للحساب والجزاء.
١٦ ـ (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا) اعترلت للعبادة في مكان شرقي بيت المقدس أو شرقي دار أهلها ، ولذلك يصلي النصارى إلى المشرق.
١٧ (فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً) استترت عن الأعين وتوارت (فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا) وهو جبرائيل بدليل قوله تعالى في الآية ١٩٣ من الشعراء : «نزل به الروح الأمين على قلبك» (فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) فزعت منه.
١٨ ـ و (قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا) خوّفته من الله إن يك من المؤمنين به حيث لا تملك أية وسيلة لردعه سوى التوكل عليه تعالى ، فهدّأ جبرائيل من روعها (اللغة :) المراد بالكتاب هنا التوراة. والحنان العطف والرحمة. والزكاة الطهارة. والتقوى طاعة الله. والجبار المتعالي الذي لا يخضع لشيء. والعصي العاصي والسلام الأمان.
___________________________________
الإعراب : (بِقُوَّةٍ) متعلق بمحذوف حالا من يحيى. و (صَبِيًّا) حال. و (حَناناً) عطف على الحكم. وبرا عطف على (تَقِيًّا). (مَرْيَمَ) على حذف مضاف أي خبر مريم. و (مَكاناً) ظرف منصوب بانتبذت أي في مكان شرقي. و (بَشَراً سَوِيًّا) حال لأن المعنى تمثل كائنأ على صورة البشر السوي. وأنّى خبر مقدم ليكون. وكان أمرا اسم كان محذوف أي وكان خلقه أمرا (مَقْضِيًّا).