٢٠١ ـ (وَمِنْهُمْ مَنْ) يطلب خير الدنيا والآخرة و (يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً) رزقا كريما (وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً) الجنة (وَقِنا عَذابَ النَّارِ) بعفوك ورحمتك.
٢٠٢ ـ (أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا) أي من جنس أعمالهم الصالحة (وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ) أي لا يشغله حساب هذا عن حساب ذاك.
٢٠٣ ـ (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ) والمراد بها أيام التشريق وهي ١١ و ١٢ و ١٣ من ذي الحجة (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ) لا يجب على الحاج المبيت بمنى ليلة ١٣ بشرط أن يخرج من منى يوم ١٢ بعد الزوال وقبل المغيب (فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) في التعجيل (وَمَنْ تَأَخَّرَ) حتى رمى في الثالث (فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى) الصيد وقيل : لمن اتقى الكبائر (وَاتَّقُوا اللهَ) باجتناب المعاصي (وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) فيجازيكم على أعمالكم.
٢٠٤ ـ (وَمِنَ النَّاسِ) بعد أن ذكر سبحانه المؤمنين أشار إلى المنافقين (مَنْ يُعْجِبُكَ) يروقك (قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) لأنه يطلب بكلامه المزخرف نصيبا من حطامها (وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ) من حب وخير (وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ) من أشد الناس عداوة للحق وأهله.
٢٠٥ ـ (وَإِذا تَوَلَّى) السلطة على الناس بقرينة الحرث والنسل (سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها) يعمل بهواه (وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ) الزرع وغيره من وسائل الإنتاج (وَالنَّسْلَ) ما تناسل من إنسان وحيوان (وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ) وبخاصة العدوان على العباد.
٢٠٦ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ) ولا تفسد في الأرض (أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ) تعاظم ، وأصرّ على الظلم والفساد ، وهكذا كل مبطل يصعب عليه قول الحق (فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ). فهي مصيره (وَلَبِئْسَ الْمِهادُ) الفراش.
٢٠٧ ـ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ) يبذلها (ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) نزلت في مبيت عليّ على فراش رسول الله فاديا نفسه بنفسه (وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) حيث كلّفهم بالجهاد ، وعرضهم لثواب الشهداء.
____________________________________
الإعراب : ونقل صاحب تفسير المنار عن استاذه الشيخ محمد عبده انه رجح المعنى الثاني بقرينة قوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ) لأن الحاكم المستبد يكبر عليه أن يرشد الى مصلحة ، أو يحذر من مفسدة ، فهو يرى ان هذا المقام الذي ركبه يجعله أعلى الناس رأيا ، وأرجحهم عقلا ، بل يرى نفسه فوق الحق ، كما انه فوق أهله في السلطة. فكيف يجوز لأحد أن يقول له : اتق الله.