٢٤ ـ (اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) ادّعى الربوبية وذبح الأطفال ، وبطش بطشة الأشرار.
٢٥ ـ (قالَ) موسى : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) سأل موسى ربه رباطة الجأش ورحابة الصدر ، لأنه عصبي المزاج ، وكز الفرعوني فقضى عليه ، وألقى الألواح ، وأخذ برأس أخيه يجره.
٢٦ ـ (وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) في هذه المهمة الشاقة التي بعثتني بها ، فإن فرعون أطغى الطغاة تمردا ، وأقوى الملوك جنودا ، وأنا لا أملك إلا نفسي وأخي ... ولا أدري كيف ذهل موسى (ع) عن عصاه التي تبتلع ملك فرعون بالكامل؟
٢٧ ـ ٢٨ ـ (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي. يَفْقَهُوا قَوْلِي) كان في لسانه ثقل ، والمرء بأصغريه : قلبه ولسانه.
٢٩ ـ ٣٠ ـ (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي. هارُونَ أَخِي) من أمه وأبيه.
٣١ ـ (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) أي ظهري ، والمراد القوة.
٣٢ ـ ٣٥ ـ (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) أي الرسالة ، وفي بعض التفاسير أن أعرابيا قال : «لا أخ في الدنيا أنفع لأخيه من موسى لهارون حين سأل الله سبحانه أن يشركه معه في النبوة». ولكن هذا الأعرابي ذهل عن العلة الموجبة لذلك ، وهي العقدة في لسان موسى. نقول هذا ، ونحن على علم اليقين بأن الهدف الأساس لموسى (ع) إعلاء كلمة الله والدين ، وأنه معصوم عن الذاتية والأنانية ، لكن نلوح من بعيد للعديد من الإخوان والخلان ، عسى أن يتعظوا ويعتبروا.
٣٦ ـ (قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) لقد أعطاك ربك كل ما طلبت من سعة الصدر ، وتيسير الأمر وشد الأزر وغير ذلك ٣٧ ـ (وَلَقَدْ مَنَنَّا) أنعمنا (عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرى) ٣٨ ـ (إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ) بالإلهام أو المنام (ما يُوحى) من التدبير المحكم لسلامتك من كل مكروه ومن ذلك.
٣٩ ـ (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ) ضعيه في الصندوق (فَاقْذِفِيهِ) القي الصندوق (فِي الْيَمِ) البحر والمراد به هنا النيل ، ففعلت ذلك (فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ) يقذفه الموج إلى الشاطئ (يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ) وهو فرعون (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) جعلتك محبوبا عند عدوي وعدوك (وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) أي تتم حضانتك وتربيتك برعايتي وعنايتي.
٤٠ ـ (إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ) كان موسى لا يقبل ثدي امرأة ، فحار فرعون ، وبذل الجهد في طلب مرضعة له ، فذهبت أخته إلى قصر فرعون وقالت : أنا أدلكم على من يرضعه (فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ) عرضت عليه ثديها فقبله ، ورضع منه ، ففرح فرعون ، وأجزل لها العطاء.
___________________________________
الإعراب : و (يَفْقَهُوا) مجزوم بجواب الأمر. و (أَخِي) بدل من هرون. وكثيرا صفة لمفعول مطلق محذوف أي نسبحك تسبيحا كثيرا ، و (نَذْكُرَكَ) ذكرا (كَثِيراً).