وما بعدها (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ) افعل ما شئت ، فإن الغالب بالشر مغلوب (إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا) حلوة كانت أو مرة (وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقى) منك ومن ثوابك.
٧٤ ـ (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً) يلقى الله يوم القيامة بالأوزار والآثام (فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها) حتى يجد الراحة (وَلا يَحْيى) إلا في العذاب وشدته.
٧٥ ـ ٧٦ ـ (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ) من يلق الله يوم القيامة بقلب سليم وعمل صالح نافع (فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى) في الجنة منازل ومراتب تبعا للإخلاص والأعمال ، ونحن نبتغي أعلاها بالتضحية والاستشهاد في سبيل الله والحق.
اللغة : (ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى). حيث قرن سبحانه الايمان بالعمل الصالح ، ومعنى هذا ان الايمان بلا عمل لا يجدي صاحبه شيئا. وبكلام آخر : ان المؤمنين هم الصالحون في مقاصدهم وأعمالهم ، أما الذين يسعون في الأرض فسادا فهم في زمرة المجرمين ، وان ملأوا الدنيا تهليلا وتكبيرا.
(جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى). الجنات والدرجات عند الله هي للذين زكت أنفسهم بالحب والإخلاص للناس كل الناس ، ؛ وتطهرت من شوائب الخيانة والطمع والكراهية ، ومئات الآيات من آي الذكر الحكيم تتضمن هذا المعنى تصريحا أو تلويحا.
___________________________________
الإعراب : (فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) في هنا بمعنى على. وأينا مبتدأ ، وأشد خبر ، وعذابا تمييز. والذي (فَطَرَنا) عطف على ما جاءنا. (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ) ما اسم موصول مفعول لاقض وأنت مبتدأ و (قاضٍ) خبره والجملة صلة الموصول والعائد محذوف أي فاقض ما أنت قاضيه. (إِنَّما تَقْضِي هذِهِ) انما مركبة من كلمتين : ان المشددّة وما الكافّة عن العمل ، وتقضي فعل مضارع والفاعل ضمير المخاطب أي انت والمراد فرعون ، وهذه مفعول تقضي ، والحياة عطف بيان من هذه ، والدنيا صفة للحياة. وما أكرهتنا عطف على خطايانا. والضمير في انه للشأن ، ومحله النصب اسم إنّ. و (مَنْ يَأْتِ) من شرطية ، والجملة من الشرط وجوابه خبر إنّ. وجنات عدن بدل من الدرجات العلى وخالدين حال.