٧٧ ـ ٧٩ ـ (وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي ...) تقدم في الآية ٥٠ من البقرة و ١٣٨ من الأعراف و ٩٠ من يونس.
٨٠ ـ (يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ) فرعون الذي كان يسومكم سوء العذاب ، يذبح أبناءكم ويستحيي نساءكم (وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ) يشير سبحانه بهذا إلى الوعد الذي وعده موسى بعد أن أغرق فرعون ، وهو أن يأتي موسى وبنو إسرائيل إلى جانب طور سيناء ، فينزل سبحانه عليه التوراة (وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى ..) تقدم بالنص الحرفي في الآية ٥٧ من البقرة.
٨١ ـ (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ) في الطيب من الرزق (فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى) لما ذكر سبحانه بني إسرائيل بنعمه الجسام ، قال لهم : لا تتخذوا منها أداة للعتو والفساد وإلا فعلنا بكم ما فعلنا بفرعون وجنوده ويدلنا التاريخ والعيان ـ في الأعم الأغلب ـ أن المظلوم إذا قوي وانتصر على ظالمه طغى طغيانه وزيادة ، ومن أصدق من الله حديثا : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى) أي رأى نفسه غنيا.
٨٢ ـ (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) ومع هذا فإن الله سبحانه لا يعجل بالنقمة ممن طغى وبغى ، بل يمهل ويؤجل ، عسى أن يؤوب ويتوب ، وهو يقبل التوبة بشروط أربعة كما في هذه الآية وهي : (١) الندم على ما كان ؛ (٢) الإيمان بالحق أينما كان ؛ (٣) العمل بموجب الإيمان ؛ (٤) الاهتداء أي الاستمرار على الإيمان والعمل الصالح.
٨٣ ـ (وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى) بعد هلاك فرعون أمر سبحانه موسى أن يسير هو وبنو إسرائيل إلى جبل الطور ، فأسرع موسى عجلا ومشتاقا إلى مناجاة ربه ، واستخلف على قومه أخاه هارون ، وأمرهم أن يلحقوا به ، ولذا سأل سبحانه موسى : لما ذا سبق قومه وهو أعلم ، ولكن ليخبره عما أحدثوا من بعده.
٨٤ ـ (قالَ هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى) لتزيدني رضا ، وأزداد منك أجرا.
٨٥ ـ (قالَ) سبحانه لموسى : (فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ) امتحناهم ليظهروا على حقيقتهم (وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ) الذي صنع لهم العجل.
٨٦ ـ (فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً) واضح ،
___________________________________
الإعراب : (طَرِيقاً) مفعول اضرب و (يَبَساً) صفة له لأنه بمعنى يابسا. فيحل منصوب بإضمار أن في جواب النهي. ما استفهام مبتدأ ، وجملة (أَعْجَلَكَ) خبر. وهم مبتدأ وأولاء اسم اشارة خبر. و (عَلى أَثَرِي) متعلق بمحذوف خبرا بعد خبر أو حالا والعامل فيه معنى الاشارة.