٩٥ ـ (قالَ) موسى : (فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُ) ما حملك على ما صنعت؟.
٩٦ ـ (قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ) رأيت ما لم ير غيري (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُها) ألقيتها ولم يبيّن سبحانه أين ألقاها ، ولكن المفسرين قالوا : ألقاها على الحلي فتحولت عجلا! ... ونحن غير مسؤولين عما لا نص فيه ، فندعه في طي الكتمان.
٩٧ ـ ٩٨ ـ (قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ) أي عقابك في الدنيا أن تكون منبوذا من كل الناس لا مخالطة أو مكالمة أو مؤاكلة أو أي شيء تماما كوحش في صحراء لا شيء فيها إطلاقا (وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ) وهو لقاؤك مع الله ، وجزاؤك على ما أسلفت واقترفت (وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ ...) حرق موسى العجل ، وألقى برماده في البحر مع القمامة على مرأى من الذين صنعوه وعبدوه وهذي نهاية كل مزيّف ماكر ومخادع غادر.
٩٩ ـ (كَذلِكَ) إشارة إلى قصة موسى وغرائبها (نَقُصُّ عَلَيْكَ) يا محمد (مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ) من الأمم الماضية ، وهي عبرة وعظة لمن يتذكر أو يخشى (وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً) القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
١٠٠ ـ (مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً) إثما ، ويكون الإعراض بالتكذيب وبترك العمل بموجبه.
١٠١ ـ (خالِدِينَ فِيهِ) في عقاب الوزر والإثم (وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلاً) بئست الأحمال الثقال التي يرزحون تحتها وهم ذاهبون إلى الله تعالى.
١٠٢ ـ (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) كناية عن بعث ما في القبور ، وتقدم في الآية ٧٣ من الأنعام و ٩٩ من الكهف اللغة : ذكرا يعني القرآن. ومن أعرض أي من كذّب. والوزر في اللغة الثقل ، والمراد به هنا العذاب. والصور قرن ونحوه ينفخ فيه.
___________________________________
الإعراب : (فَما خَطْبُكَ)؟ مبتدأ وخبر. وفي البحر المحيط لأبي حيين الأندلسي ان (لا مِساسَ) نفي بمعنى النهي أي لا تمسني ، وعليه يكون لا مساس اسم فعل ، وقيل : بل هو مصدر ماسه ، ولا نافية للجنس ومساس اسم لا ، والخبر محذوف أي لا مساس بيننا. (خالِدِينَ) حال من ضمير يحمل على معنى الجماعة. و (حِمْلاً) تمييز أي ساء الحمل حملا. ويوم ينفخ بدل من يوم القيامة.