١٢٢ ـ (ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ) أيضا تقدم في الآية ٣٧ من البقرة.
١٢٣ ـ (قالَ اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً) الخطاب لآدم وإبليس ، ومنها للجنة (بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) وعداوة الشيطان بتزيين السيئات ، عداوة آدم وأبنائه بتكرار اللعنات (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً) بلسان الأنبياء والعلماء (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى) وهدى الله سبحانه أن تعمل لآخرتك ودنياك ، وتكف عن الناس أذاك.
١٢٤ ـ ١٢٥ ـ (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي) عن الحق والعدل (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) ضيقة حتى ولو رأوا أنفسهم ورءاهم الناس في بحبوحة العيش وسعته ، لأن الأمور بخواتيمها ، قال سبحانه : (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ) ـ ٥٥ التوبة» وقال الإمام عليّ (ع) : ما قال الناس لشيء : طوبى له ، إلا وقد خبأ له الدهر يوم سوء (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) لأنه في الحياة الدنيا لم ير إلا ذاته ومنافعه الشخصية.
١٢٦ ـ (قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى) وليس المراد هنا نسيان الأعمى كلمات القرآن وآياته اللفظية ، بل المراد عدم العمل بموجبها ، وأن الأعمى أهملها وأعرض عنها ، فكذلك يهمله سبحانه غدا ويعرض عنه جزاء وفاقا.
١٢٧ ـ (وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ) في طغيانه وتمرده على الحق (وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ) أو آمن قولا لا عملا وظاهرا لا واقعا.
١٢٨ ـ (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ) يبيّن الله ورسوله للمجرمين المعاندين (كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ) كقوم نوح وعاد وثمود (يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ) أي أن المجرمين المعاندين يشاهدون آثار من أهلكنا قبلهم لظلمهم ، ويمشون في ديارهم ومع ذلك لا يعتبرون ويتعظون.
١٢٩ ـ (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ) وهي قوله تعالى : (يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) ـ ١٠ إبراهيم» قضى سبحانه وقدر أن لا يعاجل المذنب بالعقوبة ، بل يدعوه إلى التوبة ، فإن استجاب فكأنه لم يذنب وإلا (لَكانَ) العقاب (لِزاماً) لازما لا محالة (وَأَجَلٌ
___________________________________
الإعراب : إما كلمتان : ان الشرطية وما الزائدة. و (أَعْمى) حال من هاء نحشره. وفاعل يهد محذوف أي أفلم يهد الله لهم. و (كَمْ) في موضوع نصب بأهلكنا. وأجل مسمى عطف على كلمة ، أي ولو لا كلمة (وَأَجَلٌ مُسَمًّى).