٥٨ ـ (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) من ترك الأهل والأوطان لجهاد أهل البغي أو لطلب الرزق الحلال أو للتفقه بالدين أو شرد من دياره بالعنف والبغي ثم قتل أو مات حتف أنفه ـ فقد وقع أجره ورزقه على الله (وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) لمن يعمل ويسعى في سبيل الرزق تماما كما هو الشأن في رزق الآخرة وثوابها.
٥٩ ـ (لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ) المراد بالمدخل هنا الجنة ، وبداهة أن من دخلها لا يبغي عنها حولا.
٦٠ ـ (ذلِكَ) إشارة إلى ما تقدم ، ثم استأنف سبحانه إلى كلام آخر وقال : (وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ) من جازى الظالم بمثل ظلمه أو قاتله دفاعا عن نفسه (ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ) لا لشيء إلا لأنه أبى أن يقرّ للضيم واهنا (لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ) على من طغى وبغى ، ومعنى هذا أن من رضي بالذلّ والهوان يدعه الله وما رضي لنفسه.
٦١ ـ (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ ...) تقدم في الآية ٢٧ من آل عمران.
٦٢ ـ (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُ) أي أن وصفه تعالى بالإله الخالق المالك هو وصف بالحق والواقع (وَأَنَّ ما يَدْعُونَ) ويعبدون ويطيعون (مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ) لأنه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرّا.
٦٣ ـ ٦٤ ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً ...) كل ما في الكون من أعيان وصفات وعلاقات هي نتيجة السنن الكونية ، ما في ذلك ريب ، وهذي السنن الكونية هي بالذات سنن إلهية ، لأن الله سبحانه هو الذي قدّرها وأرادها وأودعها بالكون حين أظهره إلى عالم الوجود ، وتقدم ذلك مرارا.
٦٥ ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ) من حيوان وزرع وثمار وغير ذلك (وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ
اللغة : المدخل بضم الميم من ادخل ، وهو اسم مكان ، والمراد به هنا الجنة
___________________________________
الإعراب : (لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ) اللام جواب لقسم محذوف ، والقسم وجوابه خبر الذين هاجروا. و (مُدْخَلاً) مفعول فيه. وذلك خبر لمبتدأ محذوف أي الأمر ذلك. فتصبح بالرفع لأن ألم تر لفظه الاستفهام ومعناه الخبر.