بِأَمْرِهِ) بتيسيره وتسخيره (وَيُمْسِكُ السَّماءَ ...) بنظام الجاذبية كما أمسك الطير بجناحيه.
٦٦ ـ (وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ) بعد العدم (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) بعد الحياة (ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) بعد الموت ، والقصد من هذه الإشارة أن يعرف الإنسان قدره ، ولا يتجاوز حده (إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ) بنعمة الله ، بخيل بحق الله ، متمرد على أمر الله ، ولا مفر له من غضب الله إلا رحمة الله.
٦٧ ـ (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ) أي فاعلوه وملتزمون به ، وللمنسك معان ، منها الشريعة والمنهاج وهو المراد هنا لقوله تعالى بلا فاصل (فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ) ما دام لكل أمّة شريعة ، فلما ذا بعض أهل الأديان ينازعون محمدا في شريعته ، ومثله (قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ) ـ ٩ الأحقاف» (وَادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ) إذن فلا تهتم بإعراض من أعرض ، ونزاع من نازع ، وفي نهج البلاغة : ما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما ما لم يكن شاكا في دينه ، ولا مرتابا بيقينه.
٦٨ ـ (وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ) هذا إنصاف مسكت للخصم المشاغب ، وأيضا تهديد ، ولكن برفق.
٦٩ ـ (اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ...) واضح ، وتقدم في الآية ١١٣ من البقرة.
٧٠ ـ (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ) محفوظ عند الله سبحانه ، والخطاب لرسول الله (ص) والمراد به تهديد الجاحد المعاند بأن كل ما يضمر ويقول ويفعل هو عليه مسجّل ، وسيؤخذ به لا محالة.
٧١ ـ (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً) حجّة وبرهانا ، بل البرهان قائم على العكس ، وهو كل معبود من دونه تعالى لا يستطيع دفع الضرر عن نفسه (وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ) بل تلقوه عن أسلافهم وآبائهم جهلا وتقليدا باعترافهم وقولهم : (حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا) ـ ١٠٤ المائدة».
٧٢ ـ (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ) أثقل شيء على أسماعهم كلمة الحقّ
___________________________________
الإعراب : (الْفُلْكَ) بالنصب معطوفة على ما في الأرض أي وسخر الفلك ، وجملة (تَجْرِي) حال من الفلك. والمصدر من ان تقع مفعول من أجله ليمسك أي كراهة الوقوع (عَلَى الْأَرْضِ). و (هُمْ ناسِكُوهُ) مبتدأ وخبر والجملة صفة لمنسكا. (سُلْطاناً) تمييز لأنه بمعنى من سلطان ، وفي الآية ٧١ من سورة الأعراف (ما نَزَّلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ). و (مِنْ نَصِيرٍ) من زائدة إعرابا ونصير مبتدأ ، و (لِلظَّالِمِينَ) خبر مقدم. و (بَيِّناتٍ) حال من آيتنا.