٨ ـ (٥) (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ) جاء في الحديث الشريف : «آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان» والمؤمن بالعكس وتقدم الكلام حول الأمانة في الآية ٥٨ من النساء وحول الوفاء بالعهد في الآية ٤٠ من البقرة.
٩ ـ ١١ ـ (٦) (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ) يواظبون عليها في مواقيتها.
١٢ ـ (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) السلالة من حيث هي : خلاصة ما يستخرج من الشيء ، والمعنى خلق الإنسان الأول وهو آدم من صفوة الماء والتراب.
١٣ ـ (ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً) أي خلق نسل آدم من نطفة (فِي قَرارٍ مَكِينٍ) يعني الرحم.
١٤ ـ (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً) قطعة من دم جامد (فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً) قطعة من لحم (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً) تحولت المضغة أو بعضها إلى عظام (فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) إنسانا سويا (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) شكلا ومحتوى.
١٥ ـ ١٦ ـ (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ) قيل لحكيم : فلان في النزع. قال : هو في النزع منذ ولد ، أي في طريقه إلى القبر منذ ولادته.
١٧ ـ (وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ) أي بعضها فوق بعض تماما كما يقول الناس «طوابق» أما عدد السبعة فلعلّه منزّل على ما اعتاد الناس أن يتخاطبوا به فيما بينهم. ونقل المراغي في تفسيره حديثا عن النبي (ص) أنه قال : «ما السموات السبع وما فيهن وما بينهنّ والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة».
اللغة : السلالة ما يستخرج من الشيء. والمراد بالطرائق السموات لأن بعضها فوق بعض ، يقال : طارق بين الثوبين إذا لبس أحدهما على الآخر.
___________________________________
الإعراب : (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ) عطف بيان من «المؤمنون». و (عَلى أَزْواجِهِمْ) متعلق «بحافظون». وما ملكت استعملت «ما» فيمن يعقل. والذين يرثون بدل من «الوارثون». وجملة هم فيها خالدون حال. (مِنْ سُلالَةٍ) متعلق ب (خَلَقْنَا) ، و (مِنْ طِينٍ) بمحذوف صفة للسلالة. و (جَعَلْناهُ) تتعدى الى مفعولين لأنه بمعنى صيرناه ، وكذلك خلقنا النطفة علقة ، فخلقنا المضغة عظاما. وكسونا أيضا تتعدى الى مفعولين. و (خَلْقاً) مفعول مطلق لأنشأناه لأنه مثل قمت وقوفا.