١٨ ـ (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ) معلوم ، لا هو بالكثير فيهلك ويدمّر ، ولا بالقليل فيتضرر الزرع والضرع (فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ) في العيون والآبار والجداول والأنهار لتنتفعوا به (وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ) فيجعله غورا في الأرض إلى مدى لا يمكن الوصول إليه بشتى الوسائل.
١٩ ـ (فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ ...) من أشجار وثمار ... إلى ما هو ظاهر للعيان.
٢٠ ـ (وَشَجَرَةً) هي شجرة الزيتون (تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ) الجبل الذي ناجى فيه موسى ربّه ، والمراد هنا البقعة التي كانت تعرف بالشام حيث تكثر فيه هذه الشجرة (وَصِبْغٍ) ما يصطبغ به من الإدام أي يغمس فيه الخبز ويؤكل.
٢١ ـ ٢٤ ـ (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ ...) تقدم في الآية ٥ وما بعدها من النحل (ما هذا إِلَّا بَشَرٌ) فكيف يكون نبيا؟ وهذا حق مائة بالمائة لو كان الرب حجرا كالذي يعبدون! قال العقاد في كتاب خلاصة اليومية : لا يسلم إنسان تحت قبة السماء من جنون خفي ، يقول المثل الإنكليزي : لو كان الجنون مرضا يؤلم لسمعت الصراخ من كل بيت. وهل من شيء أدلّ على جنونهم من قولهم عن نوح :
٢٥ ـ (إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ) انتظروا حتى يموت أو يرجع عن دعوته أو يشفى من جنونه.
اللغة : بقدر أي مقدار معلوم. والمراد بالشجرة هنا شجرة الزيتون. وطور سيناء الجبل الذي ناجى فيه موسى ربه ، وعبّر سبحانه عنه في الآية ٢ من سورة التين بطور سينين. والصبغ الغمس ، والمراد به هنا الزيت يغمس فيه الخبز.
___________________________________
الإعراب : و (أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) صفة لله ، وان كانت الاضافة هنا لا تفيد تعريفا لأن كلمة أحسن الخالقين لا تطلق إلا عليه تعالى ، بل لا خالق سواه. وبعد ظرف متعلق «بميتون». (ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ) من زائدة اعرابا وإله مبتدأ. والمصدر من أن يتفضل مفعول يريد أي يريد الفضل. (إِنْ هُوَ) ان نافية وهو مبتدأ وخبره رجل.