٢ ـ (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا) الخطاب لأولي الأمر الذين أوجب الله طاعتهم دون غيرهم (كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ) وهذا الحكم يختصّ بالأعزب والعزباء عند الإمامية والمالكية والشافعيّة ، أما المتزوّج والمتزوّجة فحكمها الرجم إجماعا وسنّة ، بل جاء في صحيحيّ مسلم والبخاري أن عمر ابن الخطاب قال : إن الله أنزل آية الرجم ، ومع ذلك قال أبو حنيفة : لا رجم إطلاقا ، وحكم الجلد يعمّ الأعزب والمتزوج ، والمتزوجة والعزباء (وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ) خذوهما بالشدّة والألم ضربا ورجما (وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) أقيموا الحدّ عليهما علانية لأن ذلك أبلغ في الردع والزجر عن الفاحشة.
٣ ـ (الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً) لا تستجيب لدعوة الفاجر العاهر إلا مومس على شاكلته أو مشركة لا تؤمن بكتاب وشريعة (وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ) وهكذا الشأن في المومس ، شبيه الشيء منجذب إليه ، وقوله «(أَوْ مُشْرِكَةً) ... (أَوْ مُشْرِكٌ)» يومئ إلى أن الزنا والشرك بمنزلة سواء (وَحُرِّمَ ذلِكَ) إشارة إلى الزنا لا إلى زواج المؤمن غير الزاني بزانية (عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) والمؤمنات أيضا.
٤ ـ (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ...) المراد بالرمي هنا القذف بالزنا ، والمحصنات جمع محصنة وهي المرأة العفيفة متزوجة كانت أو عزباء ، وفي حكمها الرجل العفيف متزوجا كان أو أعزب ، وقد أوجبت هذه الآية بجملتها ثلاثة أحكام على القاذف أو القاذفة إذا لم يأت أحدهما بأربعة شهود عدول يشهدون بالكامل أنهم رأوا الميل بالمكحلة : الحكم الأول أن يجلد ٨٠ جلدة. الثاني أن ترد شهادته في غير القذف أيضا. الثالث أن يحكم بفسقه.
٥ ـ (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا) من تاب بعد الحكم بفسقه ، وأصلح بحسن السيرة ، قبلت شهادته ، وغفر الله له سواء أتاب بعد الحد أم قبله.
٦ ـ (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ) إذا قذف الرجل زوجته بالزنا ، ولا بيّنة لديه (فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) يقول الزوج عند الحاكم الشرعي أربع مرات أشهد بالله اني لمن الصادقين فيما رميت به زوجتي فلانة.
٧ ـ (وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ) ثم يقول الزوج في الشهادة الخامسة : عليه لعنة الله إن كان من الكاذبين في دعواه.
___________________________________
الإعراب : (سُورَةٌ) خبر لمبتدأ محذوف أي هذه سورة. و (تَذَكَّرُونَ) أي تتذكرون. و (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي) مبتدأ والخبر (فَاجْلِدُوا) ، ودخلت عليه