مَهْجُوراً) من الهجر والترك ، أي أعرضوا عن الاستماع له والنظرة إليه نظرة الفاحص الباحث عن الحقيقة فضلا عن الإيمان به.
٣١ ـ (وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ) هذا مجرد تعبير وحكاية عما هو واقع بالفعل ، لأنه تعالى ينهى عن عداوة الأنبياء والأتقياء ويأمر بطاعتهم وموالاتهم ، بل قرن ، طاعتهم وموالاتهم بطاعته وموالاته ، ومعنى الآية في واقعها أن كلّا من الحق والباطل والخير والشر والصدق والكذب والطهر والرجس ـ حرب على الآخر بحكم الطبيعة والبديهة.
٣٢ ـ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً) تكاثرت الطعون والردود من المجرمين على القرآن الكريم ، ومنها قولهم ، هذا : لما ذا لم ينزل دفعة واحدة كالتوراة والإنجيل والزبور؟ فأجابهم سبحانه بقوله : (كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً) نزل القرآن مفرقا للعديد من الفوائد : منها أن حفظه كذلك وفهم معناه أيسر وأسهل على النبي والصحابة. ومنها أن نزول أحكامه تبعا للحوادث والوقائع أوضح بيانا وأبلغ أثرا. ومنها أن فيه ناسخا ومنسوخا ، ولا يتأتى ذلك لو نزل جملة.
٣٣ ـ (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِ) الخطاب لمحمد (ص) وضمير الجماعة في يأتونك لأعداء الله وأعدائه الذين يعترضون على القرآن ، والمعنى لا ينطقون بأية شبهة وضلالة حولك أو حول القرآن إلا وأوحينا إليك بجواب الحق الذي يفحمهم ويلجمهم.
٣٤ ـ (الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ ...) سأل رجل رسول الله (ص) : كيف يحشر الكافر على وجهه؟ فقال : إن الذي أمشاه على رجلين قادر أن يمشيه على وجهه.
٣٥ ـ ٣٧ ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ ...) التوراة ، وقصته تقدمت وتكررت من البقرة إلى المائدة ومنها إلى الأعراف وطه (وَقَوْمَ نُوحٍ ...) تقدم في هود.
٣٨ ـ (وَعاداً) أنظر هود الآية ٥٠ ـ ٦٠ (وَثَمُودَ) أنظر هود الآية ٦١ ـ ٦٨ (وَأَصْحابَ الرَّسِ) اسم بئر وأصحابه قوم شعيب وقصته في هود الآية ٨٤ ـ ٩٥ (وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً) وأيضا أهلكنا من الأمم أضعاف من ذكرنا لأنهم كذبوا الأنبياء والمرسلين. وفي مجلة العربي الكويتية عدد ٢٣٢ مقال بعنوان سيرة النبيّ بقلم الدكتور عبد العزيز كامل ، جاء فيه : «المجددون الدينيون في فارس نعرفهم فقط عن طريق الشاهنامه ، ولقد ضاع أنبياء الهند في القصص والأساطير».
٣٩ ـ (وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ) ما أهلكنا قوما إلا بعد قيام الحجة عليهم بالأدلة والنصائح وضرب الأمثال بمن كان قبلهم ، ولكنهم عموا وصموا فحقت عليهم كلمة