٨ ـ ١٠ ـ (فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ) ان هذا الذي ظننته نارا هو نور مقدس (فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌ) كناية عن السرعة والخفة في الحركة ، كما يقال : فلان عفريت في حركاته (وَلَمْ يُعَقِّبْ) لم يرجع أو يلتفت (إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ) بل هم في حراسة الله وأمانه من المخاوف والمهالك وإلا فإن الخوف من طبيعة الإنسان ، والنبي كسائر البشر ، والسبب الأساس لعظمة النبي عند الله هو شدة خوفه منه تعالى ، ومن خاف ربه عمل بطاعته ، وانتهى عن معصيته قال الإمام عليّ (ع) : إن العبد إنما يكون حسن ظنه بربه على قدر خوفه من ربه ، وان أحسن الناس ظنا بالله خوفا لله ...
١١ ـ ١٤ ـ (إِلَّا مَنْ ظَلَمَ) استثناء منقطع ، والمعنى لكن من عصى الله من سائر الناس فهو من الهالكين (ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ) أي إلا من تاب بعد معصيته ، وأخلص في نيته فإن الله غفور رحيم (وَأَدْخِلْ يَدَكَ ...) تقدم في الآية ١٠٨ من الأعراف وغيرها (فِي تِسْعِ آياتٍ) وهي العصا واليد والجراد والقمل والضفادع والدم وفلق البحر وانفجار الماء من الحجر وإنزال المن والسلوى. وتقدم في الآية ١٠١ من الإسراء (آياتُنا مُبْصِرَةً) واضحة الدلالة على صدق موسى ونبوته.
١٥ ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً) ينتفعان به في طاعة الله وخدمة الإنسان ، ولا يتخذان منه أداة للصوصية أو اختراع أسلحة الفناء والإبادة.
اللغة : تلقى القرآن تعطاه. وآنست أبصرت. وشهاب شعلة. وقبس قطعة من نار. وتصطلون تستدفئون. ولم يعقب لم يرجع ومبصرة واضحة. المبين ٤٩٥.
___________________________________
الإعراب : (إِذْ) في محل نصب باذكر المحذوف. و (أَنْ بُورِكَ) ان بمعنى أي مفسرة للنداء. و (سُبْحانَ) منصوب على المصدر. ورب العالمين بدل من الله. وضمير انه للشأن. وانا الله مبتدأ وخبر ، والجملة خبر ان. وجملة تهتز حال من عصاك. ومدبرا حال من الضمير المستتر في ولّى. وبيضاء حال من يدك. وإلى فرعون متعلق بحال محذوف أي مرسلا إلى فرعون. ومبصرة حال من آياتنا. وظلما مفعول من أجله لجحدوا. وكيف خبر كان ، وعاقبة اسمها.