أتى وقال لسليمان (أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ) اكتشفت شيئا مهما لا تعرفه على سعة علمك (وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ).
٢٣ ـ ٢٦ ـ (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً ...) تحكم بلادا كبيرة ، ويعيش أهلها في نعمة ، ولكنهم يعبدون الشمس من دون الله (الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ ، فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) المراد بالخبء هنا خيرات الكون. ، والله سبحانه يخرجها لعباده بأيدي العلماء وعقولهم وأدواتهم الفنية ومختبراتهم العلمية.
٢٧ ـ (قالَ) سليمان للهدهد : (سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ) سنختبر مقالتك لنعرف مكانها من الصدق.
٢٨ ـ (اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ) كتب سليمان إلى القوم بالطاعة وقال للهدهد أوصله إليهم بطريق أو بآخر ، وراقب ما يقولون وما يعزمون ، وارجع إليّ بخبرهم ، فألقى الهدهد إليها الكتاب ولما قرأته الملكة جمعت وزراءها وكبراء دولتها.
٢٩ ـ ٣١ ـ (قالَتْ : يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) عرضت عليهم الكتاب ، ووصفته بالكريم لأن صاحبه عظيم الجاه ، وفيه الدعوة بالطاعة بأيسر عبائرها وأوجزها ، وهذا هو شأن الأنبياء في رسائلهم ، يقتصرون فيه على الهدف المطلوب ، وكان الرسول الأعظم يكتب للملوك بعد البسملة هذه الكلمة : «أسلم تسلم» وكفى. وبعد أن قرأت على الوزراء والأمراء استشارتهم في أمرها. اللغة : تولّ تنح. ما ذا يرجعون ما ذا يدور بينهم. والملأ أشراف القوم. ومسلمين منقادين. أفتوني أشيروا عليّ. وتشهدون تحضرون.
___________________________________
الإعراب : (ما لِيَ) مبتدأ وخبر. وام هنا منقطعة بمعنى بل والهمزة. والا بالتشديد كلمتان ان ولا ، والمصدر مفعول من أجله لزيّن أو لصدهم أي زيّن لهم الشيطان أعمالهم لعدم السجود ، أو صدهم عن السبيل لذلك. (ما ذا) يجوز أن تكون كلمة واحدة للاستفهام ، ومحلها النصب بيرجعون ، وان تكون كلمتين ما للاستفهام مبتدأ وذا بمعنى الذي خبر ، وجملة يرجعون صلة الموصول. ألّا بالتشديد كلمتان ان المفسرة لكتاب ولا الناهية. و (مُسْلِمِينَ) حال من واو ائتوني.