فاحشة ومع ذلك تفعلونها علنا وجهرة (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) من الجهالة بمعنى السفاهة والنذالة (إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ) يتنزهون عن الفاحشة وينكرونها (قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ) الهالكين الباقين في العذاب.
٥٨ ـ (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ) بالحجة والعذاب قبل وقوعه ، وتكررت قصة لوط في سورة الأعراف وهود والشعراء ، ولا جديد في هذه الآيات الخمس ولذا أوجزنا.
٥٩ ـ (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى) لما ذكر سبحانه بعض الأنبياء وما خصهم به من الفضل ، أمر نبيه محمدا (ص) أن يحمد الله على ما أنعم عليه ، وأن يسلم على جميع الأنبياء الذين اصطفاهم لرسالته (آللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ) أيهما خير وأعظم : الله خالق كل شيء أم الأصنام التي لا تغن عن شيء.
٦٠ ـ (أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً) حياة للعباد (فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ) ذات جمال تبتهج النفوس بمرآها (ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها) نحن غرسنا الحدائق وزرعنا الحقول ، ما في ذلك ريب ، ولكن هل أوجدنا الأرض التي نغرس فيها ونزرع ، أو خلقنا البذر والغرس والماء والضياء والهواء ، وجعلنا هذه النبتة ذكرا وتلك أنثى ، وقلنا للريح : لقحي الإناث من الذكور؟ وبكلمة نحن نوجد شيئا من شيء ، والله وحده هو الذي يوجد شيئا من لا شيء.
٦١ ـ (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً) أي مستقرة في المكان الذي هي فيه وعلى حجمها الملائم للجذب المطلوب ، ولو زاد أو نقص لتعذرت الحياة على وجه الأرض (وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً) عذبة طيبة ، وسيرها لمصلحة العباد والبلاد (وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ) جبالا ترسيها كيلا تزول عن موضعها وتميد بأهلها (وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً) بين ماء الفرات وماء الأجاج لئلا يفسد ذاك بهذا ، أنظر تفسير الآية ٥٣ من الفرقان.
اللغة : ذات بهجة أي ذات منظر حسن يبتهج به من يراه. والمراد بيعدلون هنا يحيدون عن الحق لأنهم جعلوا لله عديلا ومثيلا ، وخلالها بين أماكنها. والرواسي الجبال.
___________________________________
الإعراب : (آللهُ) الأصل أالله والهمزة للاستفهام والله خير مبتدأ وخبر.