٤ ـ (فِي بِضْعِ سِنِينَ) والبضع أقل من عشرة وأكثر من ثلاثة ، وقد حدث ذلك بالفعل. وهنا يكمن سر الإعجاز حيث أخبر القرآن على سبيل اليقين باستئناف الحرب ، وحدد وقتها وبأن الدائرة تدور على فارس ، فكان كما قال علام الغيوب. وفرحت قلوب المسلمين ، وزلزلت قلوب المشركين.
٥ ـ (بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ) من الذين يعدون العدة للنصر ، ولو كانت هذه العدة هي الروح المستميتة وحدها فقط.
٦ ـ (وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ) وهو أن يجري المسببات على أسبابها والنتائج على مقدماتها ، ولا شيء عنده يحدث صدفة وجزافا وإلا لصدق قول الجاحدين بأن الكون وجد صدفة.
٧ ـ (يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا) كالتجارة والصناعة والزراعة وكل ما يتصل بمصالحهم ومنافعهم (وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ) ولكن غير مغفول عنهم ، حلت الدنيا في أعينهم فأعمتهم عن الآخرة.
٨ ـ (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ...) كيف يستبعد الإنسان المعاد ، ويكفر به وهو يملك عقلا مفكرا لو استعمله في النظر إلى هذا الكون ونظامه ونواميسه لأدراك أن الذي أبدع الكون قادر على فنائه وإعادته.
٩ ـ ١٠ ـ (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ...) تقدم في الآية ١٣٧ من آل عمران (وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها) كانت الأمم السابقة أكثر حضارة من العرب ، ولما ظلموا أنفسهم بتكذيب الأنبياء والمصلحين أخذهم الله بعذاب ... ألا يخشى الذين كذّبوا محمدا أن يصيبهم ما أصاب الذين أقوى وأرقى؟؟
(ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى) أي الحالة السيئة تأنيث الأسوأ ، والسوأى اسم كان مؤخر وعاقبة خبر مقدم ، والمعنى كانت السوأى عاقبة المسيئين لأنهم كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون.
١١ ـ (اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ...) تقدم مرات ، منها في الآية ٤ من يونس (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) يسكتون وييأسون من الخلاص والنجاة.
١٢ ـ ١٦ ـ (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ) ـ (يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ) العلاقات بين الناس في الحياة الدنيا متنوعة وكثيرة : رحمية واقتصادية ، وسياسية وثقافية وغير ذلك ، أما في الآخرة فلا شيء من ذلك على الإطلاق حيث يذهب كل إنسان بعد الحساب إلى مقره ، إما إلى جنة ، وإما إلى نار.
١٧ ـ (فَسُبْحانَ اللهِ) يرشدنا ، عظمت كلمته ، إلى العبادة في الأوقات الآتية : (حِينَ تُمْسُونَ) إشارة إلى صلاة المغرب والعشاء (وَحِينَ تُصْبِحُونَ) إشارة إلى صلاة الصبح.