٢ ـ ٣ ـ (وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) بلغ ما أنزل إليك من ربك ، واصبر في سبيل دعوتك ، واستعن بالله على مهمتك.
٤ ـ (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) يتقي الله ويطيعه في قلب ، ويرضي قوى الشر وأعداء الله في قلب ، ومعنى هذا أن الذي لا ينصر الحق ويجاهد في سبيله فهو مع الباطل ، ولذا قال الرسول الأعظم (ص) : الساكت عن الحق شيطان أخرس (وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ) كان الرجل في الجاهلية يطلق زوجته بقوله : أنت عليّ كظهر أمي ، فنهى الإسلام عن ذلك ، ويأتي الكلام عن حكم الظهار في سورة المجادلة إن شاء الله.
(وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ) كان الرجل في الجاهلية يتبني المولود من غيره ، ويلحقه بنسبه ، فحرم الإسلام التبني ، وقال من جملة ما قال : (ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ) والأقوال لا تجعل الباطل حقا ، وغير الوالد والدا.
٥ ـ (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) الذين ولدوهم لا للذين تبنوهم (هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ) أي نسبة الولد إلى والده الأصيل أعدل حكما وأصدق. قولا من نسبته إلى الدخيل (فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ) إن جهلتم أبا المتبني واسمه فقولوا : هذا أخي في الدين أو مولاي إشارة إلى المودة أو مولى إن كان رقا وأعتقه (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ ...) كلنا يخطئ لسبب واضح وبسيط ، وهو أن الإنسان غير معصوم ، ولكن الخطأ أنواع ، منها خطأ الغرور والجهل بالجهل ، ومنها خطأ الحب أو البغض الذي يصوّر الشيء لصاحبه كما يحب هو أن يتصوره عن ذلك الشيء المحبوب أو المبغوض ، لا كما هو في واقعه ، ومنها الخطأ الناشئ عن التهاون والتقصير بحيث ينتهي الخطأ إلى إرادة المخطئ ، ومنها الخطأ بعد التحفظ واستفراغ الوسع. وكل أنواع الخطأ تستحق المؤاخذة ما عدا الأخير.
٦ ـ (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) للولاية معان تختلف تبعا إلى من تنسب إليه ، فولاية الله سبحانه معناها السلطة التي لا تغلب ، ومعنى ولاية النبي الطاعة من غير اعتراض ، وما من شك أن تصرفات النبي بكاملها هي لخير الفرد والجماعة (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) ـ ١٢٨ التوبة» (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) في الاحترام والمبرة وتحريم الزواج ، ولا يسري هذا التحريم وينتشر إلى أرحامهن (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) في الميراث (فِي كِتابِ اللهِ) في حكمه تعالى وشريعته ، وتقدم في الآية ٧٥ من الأنفال (إِلَّا أَنْ
___________________________________
الإعراب : اللائي صفة لأزواجكم ، وهي جمع التي. ذلكم أي دعاءكم. وما تعمدت عطف على فيما أخطأتم أي ولكن فيما تعمدت.