تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً) وهم الأصدقاء والمعتقون آنذاك والأرحام غير الوارثين والمراد بالمعروف هنا أن تبروا هؤلاء بصدقة أو هبة أو وصية (كانَ ذلِكَ) أي إرث أولي الأرحام والمعروف لغيرهم (فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً) ثابتا في حكم الله وشريعته.
٧ ـ (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ) كل النبيين (مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ) أن تقيموا الدين ، وتبلّغوا رسالة الحق إلى الخلق ، وهذا هو المراد بالميثاق الغليظ وذكر سبحانه محمدا بالخطاب ، وبالاسم نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ، لأنهم أولو العزم أي لكل شريعة خاصة ، ويأتي البيان في تفسير الآية ٣٥ من الأحقاف.
٨ ـ (لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ) أي عن مقاصدهم بأعمالهم هل كان القصد وجه الله الكريم أو شيئا آخر.
٩ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ) الخطاب للصحابة ، ونزلت هذه الآية وما بعدها إلى الآية ٢٧ في وقعة الخندق ، وقصتها مدونة بالتفصيل في التفاسير المطولة وكتب السيرة والتاريخ ويضيق عنها هذا الوجيز ، لذا نقتصر على تفسير الجملة والكلمة المفردة (إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ) من قبائل شتى بقيادة أبي سفيان ، إلى المدينة
المنورة (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها) قال المفسرون : هم ملائكة أما الريح فكانت عاتية أطفأت نيرانهم ، وأكفأت قدورهم ، واقتلعت خيامهم ، وأفسدت كل شيء حتى عجزوا معها على القرار ، فولوا مخذولين.
١٠ ـ (إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) حاصر جيش الأحزاب المدينة وعسكر المسلمين من كل جهة ، ولم يدع منفذا (وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ) كناية عن شدة الخوف (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) ظن بعض الصحابة أن الله لن ينصر دينه ونبيّه.
١١ ـ (هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ) امتحنوا بالشدائد والمكاره (وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً) ارتعدوا واضطربوا.
١٢ ـ (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ) الذين أبطنوا الكفر ، وأظهروا الإيمان (وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) أي ضعف في العقل والإيمان ولذا يتأثرون بالدعايات الكاذبة المضللة.
١٣ ـ (وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ) من المنافقين : (يا
___________________________________
الإعراب : أمهاتهم على حذف مضاف ، أي مثل أمهاتهم. وأولوا الأرحام مبتدأ وبعضهم مبتدأ ثان وأولى خبره والجملة خبر المبتدأ الأول. والمصدر من أن تفعلوا مبتدأ وخبره محذوف والجملة في محل نصب على الاستثناء المنقطع ، والتقدير ولكن فعلكم الى أوليائكم معروفا جائز.