٢٤ ـ (لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ) أي بوفائهم للعهد جنات تجري من تحتها الأنهار (وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ) لأنهم نقضوا العهد والميثاق (إِنْ شاءَ) وهذا التعليق على المشيئة هو استثناء ، والمعنى يعذب الله المنافقين إلا من تاب (أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) أي ومع توبتهم يتوب عليهم.
٢٥ ـ (وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ) وهم أحزاب الشرك بقيادة أبي سفيان ، ردهم سبحانه وصدهم عن مدينة الرسول حانقين من الفشل والخذلان (لَمْ يَنالُوا خَيْراً) أي لم ينالوا النبي والمسلمين بسوء وشر تراه أحزاب الشرك نصرا لها وخيرا (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) قال ابن كثير عند تفسير (وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً) : «إن عمرو بن ود اقتحم الخندق ومعه فوارس ، فندب رسول الله خيل المسلمين إليه ، فيقال : أنه لم يبرز إليه أحد. فأمر النبي (ص) عليا (رض) فخرج إليه ، فتجاولا ساعة ، فقتله عليّ ، فكان علامة النصر.
٢٦ ـ ٢٧ ـ (وَأَنْزَلَ) الله سبحانه (الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ) وهذا الضمير يعود لأحزاب الشرك (مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ) أي من حصونهم ، نزلت هذه الآية في يهود بني قريظة ، وكانوا قد عاهدوا رسول الله (ص) وهم يساكنونه بالمدينة أو بضواحيها ـ أن لا يعينوا عليه عدوا ، ولما حاصرت الأحزاب المدينة نقضوا عهد رسول الله ، وأعلنوا عليه الحرب وحين انصرفت الأحزاب عن المدينة حاصرهم رسول الله ، وعرض عليهم الإسلام على أن يكون لهم ما للمسلمين ، فأشار عليهم رئيسهم كعب بن أسد أن يسلموا ، فأبوا ، وطلبوا من النبي بملء إرادتهم أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ ، فاستجاب النبي لطلبهم ، فحكم عليهم بنص توراتهم الذي جاء في إصحاح عشرين من سفر التثنية ، وخلاصته أن تقتل رجالهم المقاتلون ، وتقسم أموالهم ، وتسبى نساؤهم وذراريهم.
٢٨ ـ ٢٩ ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ ...) شكا أزواج النبي (ص) له من قلة النفقة ، وطلبن التوسعة ، فنزلت هذه الآيات ، وخلاصتها أن يخيّر النبي نساءه بين الطلاق أو الصبر على ضيق الحال ، ولهن جزاء ذلك الثواب الجزيل ، فاخترن رضا الله والرسول وثواب الآخرة.
٣٠ ـ (يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ)
___________________________________
الإعراب : وكفى هنا تتعدى الى مفعولين مثل كفاك الله شر الأعداء ، والمؤمنين مفعول أول ، والقتال مفعول ثان.