٥ ـ (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ) عملوا بكل وسيلة أن يظهروا أنبياء الله بمظهر العاجزين عن إثبات الحق ، ومثله تماما (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ).
٦ ـ (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) ما من عالم منصف مسلما كان أو غير مسلم يدرس القرآن دراسة واقعية إلا وينتهي إلى أن كل ما فيه حق وصدق ، وانه يهدي إلى حياة أقوم أجل أن القرآن ليس كتابا علميا أو فلسفيا ، لكن هل من عالم يستطيع أن يتجاهل هذه الحقيقة وهي أن العلماء والفلاسفة ما عثروا على شيء في القرآن يصطدم مع العلم والواقع؟ وقد أعلن ذلك الكثير من علماء الغرب ، وعلى سبيل المثال نذكر ما قاله الفرنسي «لوازون» : خلف محمد كتابا آية في البلاغة وسجلا في الأخلاق ، وليس بينه وبين المسائل العلمية المكتشفة حديثا أي تعارض. ـ من مقال بعنوان انتظروا معجزة من السماء نشرته جريدة أخبار اليوم المصرية ت ٢٨ / ١٠ / ١٩٧٢ م.
٧ ـ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالمعاد : أيها الناس (هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ) أي محمد (ص) (يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) عظام بالية ، وأجزاء مبعثرة تعود بشرا سويا! لن يكون ذلك أبدا ، ولما ذا؟ لا لشيء إلا لشعورهم الذاتي بالمحال ، ولا عجب من أهل الجاهلية أن يقولوا هذا ، فنحن في القرن العشرين ، وقال أكثر الناس أو الكثير منهم : محال أن يصعد الإنسان إلى القمر حتى صعد.
٨ ـ (أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ) كل من آمن بالمعاد ، أو جعل الآلهة إلها واحدا ، أو ساوى بين الناس في الحقوق والواجبات وقال : ان للطاغين لشر مآب ـ فهو مجنون أو كذاب! وهذا المنطق يشهد على نفسه بالجهالة والضلالة.
٩ ـ (أَفَلَمْ يَرَوْا إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ) وعن يمينهم وشمالهم من عظمة الله في خلقه ، ويعلمون أن الله قادر على البعث بعد الموت تماما كقدرته على إيجاد الكون وخلقه؟ (إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ) ان الله قادر على البعث ، وأيضا قادر أن يأمر الأرض فتبلعهم والسماء فتمطرهم قطعا من العذاب (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) راجع إلى عقله ، والمعنى كل ذي لب إذا فكّر وأمعن الفكر في قدرة الله ينتهي حتما إلى الإيمان بالبعث وإمكانه.
١٠ ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ ...) تقدم في الآية ٧٩ ـ ٨٠ من الأنبياء.
___________________________________
الإعراب : و (الَّذِينَ سَعَوْا) مبدأ أول وأولئك مبتدأ ثان و (لَهُمْ) و (عَذابٌ) خبر والمبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول. و (مُعاجِزِينَ) حال من فاعل سعوا. والذي أنزل اليك مفعول أول ليرى الذين أوتوا العلم ، والحق مفعول ثان ، و «هو» ضمير الفصل ، ويهدي عطف على الحق لأن الفعل هنا بمعنى الاسم أي والهدى إلى صراط العزيز الحميد.