٥ ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) الحساب والجزاء بعد الموت واقع لا محالة (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا) ببهجتها وحلاوتها (وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) الشيطان ووسوسته وتقدم في الآية ٣٣ من لقمان.
٦ ـ ٧ ـ (إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ...) نستفيد من هذه الآية أن علة الوصف بالشيطنة هي عداوة الإنسان ، وعليه فكل من أضمر الأذى وأساء لأي فرد من أفراد الإنسان فهو شيطان رجيم ولعين حتى ولو صلّى وصام وحج إلى بيت الله الحرام.
٨ ـ (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً) جواب الشرط محذوف وتقديره كمن لم يزين له؟ والأول ضال عن نهج السبيل ، والثاني على الصراط الحميد ، وقال العقاد في التعريف بالمغرور : لو قال الإنس والجان جميعا للمغرور : أنت أجهل الناس وأحقر الناس وشر الناس وأضعف الناس ـ لكذّبهم وصدّق الغرور ، لأن فيه العزاء والسلوى عن جحود الثقلين بخلاله الجلي ؛ (فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ) هذا تعليل لقوله تعالى : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ) أي أن الله أضله لأنه سلك طريق الضلال تماما كما يميت من شرب السم المميت (وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) لأنه سلك نهج الهداية تماما كقوله : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) ـ ٦٩ العنكبوت» وتقدم مرارا ، منها الآية ٢٧ الرعد (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ) النبي بشر يفرح ويحزن ، وقد تأسف وتألم لإعراض من أعرض عن دعوته ، فقال له سبحانه : هوّن عليك إن الله عليم بما يصنعون ، وسوف يأخذهم بما يستحقون ، وتقدم في الآية ٦ من الكهف.
٩ ـ (وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ ...) تقدم في الآية ٥٧ من الأعراف.
١٠ ـ (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) لأنه غني بالذات عن كل شيء ، وإليه يفتقر كل شيء في كل شيء ، ومن اعتز بغير الله وتقواه فمآله إلى الذل والهوان (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) والكلام الطيب الذي يصعد إليه تعالى ويكون مقبولا ومذخورا ـ هو ما أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس أو ترك أي أثر مفيد للفرد أو المجتمع كما جاء في الآية ١١٤ من النساء (وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) وأصلح الأعمال على الإطلاق ما يحرر الحياة من العوز والفقر والمرض والجهل ، وينصر الحق والعدل (وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ
___________________________________
الإعراب : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ) «من» مبتدأ والخبر محذوف أي كمن لم يزين له. و (حَسَراتٍ) مفعول من أجله لتذهب ، وعليهم متعلق بتذهب لا بحسرات لأنها مصدر ، والمصدر لا يقدم معموله عليه. هكذا قال النحاة.