السَّيِّئاتِ) يدبرون الأذى والإساءة إلى الأبرياء الطيبين (لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ) لا يجديهم شيئا حيث يفتضحون ، وتنزل عليهم لعنة الله واللاعنين. وكتب الأديب اليوناني الشهير «نقوس كازندزاكي» عن أبيه ما نصه : حين كنت في المدرسة كان أبي يسأل : هل ابني كذب على أحد؟ وهل أساء إلى أحد. هذا ما كان يهمه من تربيتي ، وما عدا ذلك فأمر ثانوي.
١١ ـ (وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ...) تقدم في الآية ٥ من الحج (ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً) أصنافا أسود وأبيض وذكرا وأنثى (وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ) لأنه محيط بكل شيء (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ) طويل العمر (وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ) قصير العمر ، والهاء في «عمره» يعود لمطلق الإنسان لا لطويل العمر (إِلَّا فِي كِتابٍ) أي في علم الله.
١٢ ـ (وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ) ذكر سبحانه في كتابه النجوم والكواكب والإنسان والحيوان والبحار وكل أشياء الكون لننظر ونفكر ونستنتج بأن وراء الكون مهيمن ومدبر ، وتقدم في الآية ٥٣ من الفرقان (وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا) يعني السمك (وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً ...) تقدم بالنص الحرفي في الآية ١٤ من النحل.
١٣ ـ (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ ...) كل ذلك وغيره يدل على قدرة الخالق التي صنعت كل شيء ، وتقدم في الآية ٢٧ من آل عمران وغيرها (مِنْ قِطْمِيرٍ) قشر رقيق على نوى التمر.
١٤ ـ (إِنْ تَدْعُوهُمْ) الآلهة من دون الله (لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ) إن كانت الآلهة أحجارا وكواكب وما أشبه (وَلَوْ سَمِعُوا) إن كانوا من الإنس أو الملائكة (مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ) لأنهم لا يملكون شيئا (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ
___________________________________
الإعراب : (جَمِيعاً) حال من (الْعِزَّةَ). و (مَكْرُ) مبتدأ وهو ضمير فصل ، وجملة (يَبُورُ) خبر. ومن معمر «من» زائدة إعرابا ومعمر نائب فاعل ل (يُعَمَّرُ). ونائب فاعل لا ينقص محذوف أي لا ينقص شيء من عمره وفي كتاب متعلق بمحذوف خبرا لمبتدأ محذوف أي الا هو كائن في كتاب. (شَرابُهُ) فاعل (سائِغٌ). وجملة (تَلْبَسُونَها) صفة لحلية. والمصدر من (لِتَبْتَغُوا) متعلق ب (مَواخِرَ). (ذلِكُمُ) مبتدأ و (اللهُ) خبر أول و (رَبُّكُمْ) خبر ثان ، و (لَهُ الْمُلْكُ) مبتدأ وخبر والجملة خبر ثالث. و (مِنْ دُونِهِ) متعلق بمحذوف حالا من مفعول تدعون المحذوف أي والذين تدعونهم كائنين من دونه.