٤٣ ـ (وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ) ولو كانوا في المدرعات وحاملات الطائرات ، والغرض من هذه الإشارة مجرد التذكير بنعمة النجاة (فَلا صَرِيخَ لَهُمْ) لا مغيث يستجيب لصراخهم حين الإشراف على الغرق.
٤٤ ـ (إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا) حتى المشي على اليابسة يفتقر إلى رحمة الله وعنايته (وَمَتاعاً إِلى حِينٍ) إلى الأجل المعلوم عند الله وهو درع وجنة.
٤٥ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ) للجاحدين المعاندين : (اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ) من الذنوب والمحرمات (وَما خَلْفَكُمْ) من العذاب على المعاصي ، وجواب إذا محذوف تقديره اعرضوا.
٤٦ ـ (وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ) عتوا وعنادا.
٤٧ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ) للمترفين المحتكرين : (أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) على المحاويج قالوا : كيف؟ وقد قضى الله عليهم بالفقر والعوز ، وقدر لنا العز والغنى ، ونحن لا نخالف ما قضى الله وقدر! قالوا هذا وتجاهلوا أن الفقر من صنع الأرض لا من صنع السماء ، ومن فساد الأوضاع وأنظمة الطغيان لا من شريعة الرّحمن. وفي كتاب الوسائل عن الإمام الصادق (ع) : ان الله جعل للفقراء من أموال الأغنياء ما يكفيهم ، ولو لا ذلك لزادهم ، وإنما يؤتون من منع من منعهم ... إن الناس ما افتقروا ولا احتاجوا ولا جاعوا ولا عروا إلا بذنوب الأغنياء ...
٤٨ ـ (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ) بقيام القيامة.
٤٩ ـ (ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) وهي صيحة البعث والنشر (تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) يتشاجرون ويتنافسون على الدنايا والشهوات.
٥٠ ـ (فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً) ولمن يوصون ولا من باق وباقية.
٥١ ـ (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) كناية عن النشور ، والأجداث القبور ، وينسلون : يسرعون في العدو.
٥٢ ـ (قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا) قد يقال : إن هذا التعجب من الأموات يشعر بأنهم لم يحاسبوا في قبورهم بل كانوا في رقدة وسبات حتى من كفر منهم. الجواب : يبدأ حساب القبر بعد الدفن بلا فاصل ثم ينتقل الأموات إلى حالة ثانية يطول أمدها ، ثم يحدث النشر ، وقد عبّروا عن الحالة الثانية بالرقاد لسبب أو لآخر.
___________________________________
الإعراب : و (رَحْمَةً) مفعول من أجله ومتاعا عطف على رحمة. جواب (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا) محذوف أي أعرضوا بدلالة قوله : معرضين في الآية التالية.