أوجاع (وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ) لا شرابها يفني ولا بصيرتهم تعمى.
٤٨ ـ (وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ) عفيفات جميلات واسعات العيون.
٤٩ ـ (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ) صيانة وصفاء.
٥٠ ـ (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) يتحدث غدا أهل الجنة عما كانوا يعانون في الحياة الدنيا.
٥١ ـ ٥٣ ـ (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ ...) كان لي في الدنيا صاحب يسألني ساخرا : كيف تؤمن بالبعث وهو ضلالة وخرافة؟ ثم أردف حديثه عن صاحبه في الدنيا وقال لإخوانه في الجنة :
٥٤ ـ (قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ) إلى النار لأريكم مصير هذا الكافر الساخر؟
٥٥ ـ (فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ) في وسطها.
٥٦ ـ (قالَ) له موبخا : (تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ) تهلكني لو أطعتك ، ولكن الله لطف وسلم.
٥٧ ـ (وَلَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) معك في العذاب الأليم.
٥٨ ـ ٥٩ ـ (أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى) ما زال الكلام للمؤمن المتحدث عن قرينه ، ومعناه انتهينا من الموت وسكراته والحساب وآفاته ، ونحن اليوم وإلى آخر يوم في أمن وأمان من الخوف والفزع.
٦٠ ـ (إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) بالأمن من كل غائلة ونازلة.
٦١ ـ (لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ) لا للذة تفنى ولنعيم لا يبقى.
٦٢ ـ (أَذلِكَ) إشارة إلى نعيم الجنة (خَيْرٌ نُزُلاً) ما يهيّأ للضيف النازل (أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ) ونعرفها بالوصف في قوله تعالى :
٦٣ ـ (إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ) المراد بالفتنة هنا العذاب ، وبالظالمين الآثمين كما في الآية ٤٤ من الدخان : (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ).
٦٤ ـ (إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ) هذه هي أرضها ومنبتها ، وفي الخطبة ١٥٢ من خطب النهج : «وما خبث سقيه خبث غرسه وأمرت ثمرته».
___________________________________
الإعراب : وعندهم خبر لمبتدأ محذوف أي حور. وقاصرات الطرف صفة للحور ، وعين صفة ثانية. ومكنون صفة للبيض. ان كدت «ان» مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي انك. و (لَتُرْدِينِ) اللام هي الفارقة بين المخففة والنافية ، وتردين أصلها ترديني. ونعمة ربي مبتدأ والخبر محذوف أي كائنة. ونزلا تمييز.