إليكم ، بل قلوبكم كانت تنكر الإيمان وتنفر منه.
٣٠ ـ (وَما كانَ لَنا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ) ما كنا نملك أية حجة أو قوة تصدكم عن الإيمان بصدق وإخلاص (بَلْ كُنْتُمْ قَوْماً طاغِينَ) مجرمين ، ولذا تركتم الحق إلى الباطل.
٣١ ـ ٣٢ ـ (فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنا إِنَّا لَذائِقُونَ ، فَأَغْوَيْناكُمْ إِنَّا كُنَّا غاوِينَ) دعوناكم للكفر بلا إكراه فاستجبتم ، فنحن وأنتم في الجريمة سواء ، فلا لوم لكم علينا ولا لوم لنا عليكم. وتقدم في الآية ٢٥ من العنكبوت وغيرها.
٣٣ ـ ٣٤ ـ (فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) لكل من التابع والمتبوع سعيه وجزاؤه العادل من العذاب.
٣٥ ـ (إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ) قولوا : (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ) عن النطق بالحق وإعلانه ، ويرون ذلك سفها وحمقا.
٣٦ ـ (وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ) وما من شك أن المجنون خير وأفضل عند الله والعقلاء ممن وصف سيد الكونين الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور ـ بالجنون.
٣٧ ـ (بَلْ جاءَ بِالْحَقِ) في كل ما أخبر به عن الله (وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ) من قبله ، لأن المرسل واحد وهو الله ، والرسالة
واحدة وهي هدى البشر وإسعاده وبث روح الفضيلة بين أفراده.
٣٨ ـ ٣٩ ـ (إِنَّكُمْ) أيها المجرمون (لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِيمِ) جزاء بما كنتم تعملون.
٤٠ ـ ٤١ ـ (إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ) هذا على طريقة القرآن الكريم ، يذكر عقاب المجرمين ، ويعقب بثواب الطيبين وهو :
٤٢ ـ (فَواكِهُ) مما يشتهون (وَهُمْ مُكْرَمُونَ) يشعرون بالرعاية والعناية بهم.
٤٣ ـ ٤٤ ـ (فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ. عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) يتلاطفون ويتآنسون.
٤٥ ـ (يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ) يحمل الولدان إليهم كؤوسا لا تنقطع ولا تفرغ من ألوان الشراب.
٤٦ ـ (بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ) مشرقة اللون طيبة الطعم.
٤٧ ـ (لا فِيها غَوْلٌ) لا صداع من شرابها ولا
___________________________________
الإعراب : جملة (إِنَّا لَذائِقُونَ) مفعول القول. ومفعول ذائقون محذوف أي العذاب. إلا ما كنتم تعملون «الا» أداة حصر. والا عباد الله المخلصين استثناء منقطع من ذائقو العذاب ، وما بين المستثنى والمستثنى منه اعتراض. فواكه بدل من رزق. على سرر متعلق بمتقابلين ومتقابلين حال من «مكرمون». وبيضاء صفة للكأس.