وأنت من ولد آدم! (وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ) ولما ذا هو ساحر كذاب؟ أبدا لا لشيء إلا أنه جعل (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ) تلقوا الشرك أبا عن جد ، وجرى منهم مجرى الروح والدم ، وهذا التقليد والتعصب هو السبب الموجب لكفر من كفر بمحمد والإسلام من قبل ومن بعد وإلا فهو دين العقل والإنسانية والحياة بشهادة العديد من العلماء المنصفين في كل عصر ، ونقلنا فيما سبق أمثلة من أقوالهم.
٦ ـ ٧ ـ (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ) وهم رؤساء المشركين ، وقالوا للأتباع المستضعفين : (أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا) مستمرين (عَلى) عبادة (آلِهَتِكُمْ) ولا تصغوا لقول محمد (إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ) لا أساس له على الإطلاق.
٨ ـ (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا) وأي عاقل يصدق أن يختار الله محمدا لرسالته ، وهو لا يملك شيئا من المال؟ (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي) لا حجة لمن أنكر نبوة محمد إلا الجهل بالله وأنه الواحد الأحد (بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ) فإذا رأوه زال عنهم الجهل والشك.
٩ ـ (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ) قالوا : الله لا يخص محمدا بالنبوة من دوننا ، فأجابهم سبحانه : هل خزائن الخيرات بيدكم أم بيده ، يعطي منها ما يريد لمن يريد؟
١٠ ـ (أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من أنتم؟
وما ذا تملكون؟ حتى تهبوا النبوة لمن تشاءون (فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ) إن كان لهم الملك فليجلسوا على العرش ، ويدبروا الكون ، وينزلوا الوحي على من يشاءون.
١١ ـ (جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ) ستدور دائرة السوء على جنود الشر وأحزاب الضلال لا محالة.
١٢ ـ ١٤ ـ (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ ...) أي قبل قريش الذين كذبوا محمدا ، والله سبحانه ينذرهم بعذاب الأمم الماضية إذا أصروا على موقفهم من رسول الله (ص) وتقدم الكلام أكثر من مرة عن نوح وهود وصالح ولوط وموسى وأصحاب الأيكة قوم شعيب.
١٥ ـ (وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ) الذين كذبوا محمدا (إِلَّا
___________________________________
الإعراب : والمصدر من أن جاءهم مجرور بمن محذوفة أي عجبوا من مجيئهم منذر. ان امشوا «ان» مفسرة لقول محذوف ، والمعنى وانطلق الملأ منهم بقول هو امشوا. ولما أداة جزم. وعذاب أي عذابي. وجند مبتدأ وخبره مهزوم. وهنا لك ظرف مكان يشار به للبعيد والعامل به مهزوم. (أُولئِكَ) مبتدأ و (الْأَحْزابُ) عطف بيان ، وان نافية وكل مبتدأ ثان و (كَذَّبَ) خبر ، والجملة خبر المبتدأ الأول والعائد محذوف أي منهم. و (عِقابِ) أي عقابي.