صَيْحَةً واحِدَةً) تأتيهم بغتة (ما لَها مِنْ فَواقٍ) لا رجوع بعدها إلى الحياة الدنيا.
١٦ ـ (وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ) المراد بالقط هنا النصيب من العذاب ، والمعنى لما ذا تهدد بالعذاب غدا ، ولا تأتي به الآن ، إن كنت عليه مقتدرا ، وهذه هي الحجة لكل جاحد وجاهل باليوم الآخر. الجواب إن الله سبحانه يريد الإيمان والخير من عباده بالرضا لا بالعصا ، ليميز الخبيث من الطيب وإنهما لا يستويان.
١٧ ـ (اصْبِرْ) يا محمد (عَلى ما يَقُولُونَ) من بهتان ، ويضمرون من أضغان ، فلكل امرئ عاقبة عمله (وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ) أي ذا قوة على طاعة الله (إِنَّهُ أَوَّابٌ) يرجع في أموره كلها لله.
١٨ ـ ٢٠ ـ (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ ...) تقدم في الآية ٧٩ من الأنبياء و ١٠ من سبأ.
٢١ ـ ٢٢ ـ (وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ) المدعي (إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ) في ذات يوم كان داود في محرابه منقطعا إلى عبادة ربه ، وإذا باثنين أمامه ، فراعته هذه المفاجأة ، وفوق ذلك دخولهما من أعلى الحائط (قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِ) لا بأس عليك منا ، جئنا للتقاضي عندك ، فاحكم بحكم الله (وَلا تُشْطِطْ) لا تتجاوز الحد وطريق العدل.
٢٣ ـ (إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً) أنثى الضأن (وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها) أعطنيها (وَعَزَّنِي) غلبني (فِي الْخِطابِ) في الكلام.
٢٤ ـ ٢٥ ـ (قالَ) داود : (لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ) قال هذا قبل أن يطلب البينة من المدعي ، ويستوجب المدعي عليه (وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ) الشركاء
___________________________________
الإعراب : وداود بدل من عبدنا. وذا الأيد صفة. والطير عطف على الجبال. ومحشورة حال من الطير. (إِذْ دَخَلُوا) بدل من (إِذْ تَسَوَّرُوا خَصْمانِ) خبر لمبتدأ محذوف أي نحن خصمان. (لَقَدْ ظَلَمَكَ) اللام في جواب قسم محذوف.