٤٥ ـ ٤٦ ـ (فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا) أضمر فرعون السوء لهذا الناصح الأمين ، فكف الله بأسه عنه (وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ) وهو الغرق في الدنيا ، والجحيم في الآخرة ، وهكذا كل مؤمن استكمل شمائل الإيمان ، وجاهد الطغيان بكلمة الحق ، فإنه يرمي بيد الله لا بيده.
٤٧ ـ (وَإِذْ يَتَحاجُّونَ) أهل النار (فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ) الذين غرر بهم الأقوياء (لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) وهم الأقوياء المتبعون : (إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً) أي لو لا أنتم لكنا مؤمنين (فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ) هل تحملون عنا ولو شيئا قليلا من العذاب؟ وتقدم في الآية ٢١ من إبراهيم.
٤٨ ـ (قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها) بنا ما بكم ـ زيادة ، ولا حول لنا ولا طول (إِنَّ اللهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ) ولا راد لحكمه ، وهكذا تعلن العدالة الإلهية بلسان أعداء الله الذين اتخذوا آلهة من دونه ، ومعنى هذا أن الحق لا بد أن ينجلي وينتصر ولو بعد حين.
٤٩ ـ (وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ...) بالأمس أنكروا البعث والنار ، ولما جاءوها ودخلوها استغاثوا حتى بخزنة النار ، عسى أن يسمح لهم بالتنفس ، ولكن هؤلاء وبخوهم.
٥٠ ـ (قالُوا : أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ) تقدم في الآية ٧١ من الزمر.
٥١ ـ (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) وهو يوم القيامة حيث تشهد على المجرمين أعضاؤهم والكرام الكاتبون ، والنصر في هذا اليوم للمحقين بلا ريب ، أما نصرهم في الدنيا فقد يكون بالغلبة على الأعداء وقد يكون بانتشار دينهم وعقيدتهم ، وعلو الشأن وجميل الذكر مدى الحياة ، وفي شتى الأحوال ما ظفر من ظفر الإثم به ، والغالب بالشر مغلوب كما قال الإمام أمير المؤمنين (ع) وتقدم في الآية ٣٨ من الحج.
___________________________________
الإعراب : وأدخلوا ان كان أمرا للملائكة فآل فرعون مفعول ادخلوا ، وان كان أمرا لآل فرعون فآل فرعون منادى ، وفي الحالين أشد العذاب منصوب بنزع الخافض أي في أشد العذاب مثل دخلت الدار أي في الدار. (تَبَعاً) خبر كنّا وهو مصدر في موضع اسم الفاعل أي تابعين. و (نَصِيباً) مفعول مطلق ل «مغون» لأنه بمعنى شيء فيعرب اعرابه ، ونحوه قوله تعالى : (فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً) ـ ٢٥ التوبة». و (كُلٌ) مبتدأ و (فِيها) خبر. والجملة خبر انّا. ومفعول يخفف محذوف ويوما منصوب على الظرفية أي يخفف عنا شيئا من العذاب في يوم من الأيام. واسم تك ضمير مستتر يعود الى القصة ، وتأتيكم رسلكم تفسير للقصة. ويوم لا ينفع بدل من يوم الاشهاد.