٥٢ ـ (يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ) ويستحيل أن تكون للظالم معذرة مقبولة بعد الفرض بأنه ظالم ، لأن الشيء لا يمكن أن يكون غير ذاته ونفسة.
٥٣ ـ ٥٤ ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى) المعجزات الدالة على نبوته (وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ) التوراة الصحيحة الصادقة ، فحرفوها تبعا لأهوائهم.
٥٥ ـ (فَاصْبِرْ) يا محمد على الأذى من قومك (إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) إشارة إلى قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) ـ ٣٣ التوبة» (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) الاستغفار من حيث هو عبادة مستحبة مع عدم الذنب ، ومعه واجبة ، بل قوله تعالى : (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها فَاسْتَغْفِرُوهُ) ـ ٦١ هود» يدل بظاهره على أن الاستغفار يجب على العباد مطلقا وفي كل حال ، لأنه تعالى هو الذي خلق ورزق ، والاستغفار شكر على نعمة الخلق والرزق ٥٦ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ) وهي الأدلة على الإيمان بالله واليوم الآخر وكتبه ورسله (بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ) بل يردون البرهان القاطع بالكلام الفارغ (إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ) أي إلا تكبر على أتباع الحق ، وإلا عناد له ولمن جاء به (ما هُمْ بِبالِغِيهِ) لا يبلغون مرادهم بحال من الإنتصار على الحق والنيل منه (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) من التكبر وأهله ، ومن شرهم وشر كل ذي شر.
٥٧ ـ (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) حقيقة الكون وأنه أكبر وأعظم من خلق الإنسان ، والدليل الحسي على أن أكثر الناس يجهلون الكون أن العلماء القدامى كانوا يعتقدون بأن الإنسان أعجب الكائنات العلوية والأرضية ، وأن الكون بكامله مسخّر له ، وأن الأرض هي مركز الكون ، ثم بدّد العلم الحديث هذا الإعتقاد ، وأثبت أن الإنسان ليس أعظم الكائنات ، ولا الأرض مركزا للكون ، ولا الكون مسخرا للإنسان بكل ما فيه ومن فيه ، لأنه لا حدّ له ولا نهاية ، ولأن فيه ملايين البلايين من الكائنات التي يستحيل على الإنسان الوصول إليها بالكامل فضلا عن تسخيرها لخدمته ومصلحته ... وهذا ما نطق به القرآن الكريم منذ ١٤ قرنا ، وهكذا كلما تقدمت العلوم ازدادت معاني القرآن وضوحا في الأذهان.
٥٨ ـ ٥٩ ـ (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ ...) هذا طبيعي وبديهي ، لا يحتاج إلى بيان ، وإنما بيّن سبحانه لمجرد التذكير بأن الكفاءة هي بالعلم والخلق الكريم والعمل الصالح النافع لا بجاه أو حسب أو مال ، وتقدم في الآية ٥٠ من الأنعام وغيرها.
٦٠ ـ (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) المراد