٢٤ ـ (وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً) ساكنا ، لأن موسى لما تجاوز البحر أراد أن يضربه بعصاه حتى يحول بينه وبين فرعون فأمره سبحانه بتركه على حاله ساكنا ، وبشره بأن فرعون وقومه مغرقون فيه.
٢٥ ـ ٢٨ ـ (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ...) كان آل فرعون في سلطان وبذخ وقصور وأنهار وثمار ، فأهلكهم سبحانه ، وأورث ما كانوا فيه لقوم لا يمتون إليهم بسبب ولا نسب.
٢٩ ـ (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ) لا أحد تألم أو تأسف لموتهم وهلاكهم (وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) ما أخر سبحانه عذابهم إلى يوم القيامة.
٣٠ ـ ٣١ ـ (وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ) من طغيان فرعون وعذابه.
٣٢ ـ (وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ) أبدا ليس في خلق الرّحمن من تفاوت وتفاضل بنص القرآن الكريم في العديد من آياته ، ومنها (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) ـ ١٣ الحجرات» وعليه يكون المعنى أن الله سبحانه أنعم عليهم بالعديد من الآيات والمعجزات كفلق البحر وتضليل الغمام والمن والسلوى وما أشبه ، والدليل على ذلك قوله تعالى بلا فاصل :
٣٣ ـ (وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ) أي الاختبار بالإنعام عليهم لتظهر أفعالهم شكرا أو كفرا ، وقد ظهرت في البغي والضلال والغدر والفساد حتى لعنهم الله وغضب عليهم ، وجعل منهم القردة والخنازير ، كما تقدم في العديد من الآيات.
٣٤ ـ ٣٥ ـ (إِنَّ هؤُلاءِ) إشارة إلى مشركي مكة وغيرهم من عرب الجاهلية (لَيَقُولُونَ إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى) الأصول الأساسية لعقيدة الإسلام ثلاثة : التوحيد وبنبوة محمد ، والبعث ، وكان عرب الجاهلية يعترفون بمن خلق السموات والأرض ، وينكرون التوحيد ، ولذا تعجبوا واستغربوا أن يجعل محمد الآلهة إلها واحدا ، وفي الآية ٢٥ من لقمان وغيرها : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ) ولكن إنكارهم للبعث كان أشد بكثير من الجحود بالتوحيد لما وقع في تصورهم من استحالة الحياة بعد الموت وكان الكثير من المشركين على أتم الاستعداد أن يتخلوا عن الأصنام وعبادتها ويؤمنوا بنبوة محمد (ص) ولا أنه جمع في دعوته بين التوحيد والبعث ، وأبى أن يفصل بينهما ، وهنا يكمن السر في تكرار آيات البعث بأساليب شتى ، وألوان من الجدل والإحتجاج بين القرآن والمشركين ومن ذلك هذه الآية.
٣٦ ـ (فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) وهذه مغالطة واضحة ، لأن البعث والإعادة في الآخرة لا في الحياة الدنيا.
٣٧ ـ (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ) كان للتبابعة دولة وصولة في اليمن ، ولما عتوا عن أمر ربهم أخذهم بالهلاك والدمار.
٣٨ ـ (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ) كيف والحكيم منزه عن الباطل والعبث؟