٥٦ ـ ٥٧ ـ (لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى) هذا الاستثناء منقطع ، والمعنى لا موت لأهل الجنة إطلاقا ، ولا سقم وهرم أبدا ، وفوق ذلك لا ثقل دم وإزعاج.
٥٨ ـ (فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ) أنزل سبحانه القرآن بلسان العرب سهلا يسيرا ، ليفهموه ويعملوا بأحكامه وتعاليمه.
٥٩ ـ (فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ) انتظر يا محمد ، فسيعلم الذين اتخذوا هذا القرآن مهجورا ما ذا يحل بهم من خزي وهوان. وفي سفينة البحار عن رسول الله (ص) أنه قال : «يأتي زمان لا يبقى من القرآن إلى رسمه ، ولا من الإسلام إلا اسمه ، يمسون به ، وهم أبعد الناس عنه ، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى».
سورة الجاثية
مكيّة وهي سبع وثلاثون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ ٢ ـ (حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) أيضا القرآن عزيز حيث لا مثيل له ولا نظير ، ويقهر كل من يتحداه ، وهو حكيم بمبادئه وتعاليمه البالغة النافعة.
٣ ـ (إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وروعتهما في النظام والإتقان ، لدليل قاطع على وجود القاصد والصانع ، والمراد بالمؤمنين كل من يؤمن بما دلّ عليه الدليل ، وبكلمة من لا يعاند الحق ويجحده.
٤ ـ (وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ) هل من شيء في الإنسان أو الحيوان أو الحشرة لا حكمة له؟ أليس هذا دلالة واضحة على الإرادة والتصميم.
٥ ـ (وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ ...) إلى كل ما في الكون من شيء ، هو خاضع لقانون طبيعي يضبط وجوده واستمراره وحركته أو سكونه وتفاعله ، والقانون والنظام يدل بطبعه على وجود القادر المنظم ، وعلى حد ما قال شوقي أمير الشعراء : الطبيعة من طبعها» وهل من عاقل يجيب عن هذا السؤال بأن الصدفة والفوضى هي التي أحكمت وطبّعت؟.
___________________________________
الإعراب : (تَنْزِيلُ) مبتدأ ومن الله الخبر ، ويجوز أن يكون تنزيل خبرا لمبتدأ محذوف أي هذا تنزيل الكتاب ، و (مِنَ اللهِ) متعلق بتنزيل. (لَآياتٍ) اسم و (إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) خبرها وآيات مبتدأ مؤخر. (وَفِي خَلْقِكُمْ) خبر مقدم (وَما يَبُثُ) عطف على (خَلْقِكُمْ). (وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) خبر مقدم و (آياتٌ لِقَوْمٍ) مبتدأ مؤخر. (تِلْكَ آياتُ اللهِ) مبتدأ وخبر.