٦ ـ (تِلْكَ آياتُ اللهِ) إشارة إلى المشاهد والدلائل الحسية على وجود الخالق وقدرته (نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِ) بمنهج العلم القائم على النظر بالحس والاستنباط بالعقل (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ) من لا ينتفع ببيان الله ، ولا يقتنع بحجته فلا جدوى من تذكيره وتحذيره.
٧ ـ (وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ) في أقواله (أَثِيمٍ) في أفعاله.
٨ ـ (يَسْمَعُ آياتِ اللهِ تُتْلى عَلَيْهِ) ترشده إلى الخير وتأمره به ، تدله على الشر وتنهاه عنه (ثُمَّ يُصِرُّ) على شقائه وكبريائه.
٩ ـ ١٠ ـ (وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً) إذا سمع آية من القرآن سخر وطعن ، وهكذا الحسود الحقود على كل فضيلة ومكرمة ، ولكن سهمه يرد إلى نحره. قيل لعالم معاصر لإمام المتقين وسيد الساجدين : ما رأيك بعلي بن الحسين؟ قال : ما رأيت له صديقا في الباطن ، ولا عدوا في الظاهر. قيل له : وكيف ذلك؟ فقال : الصديق يحسده على فضله ، وحسد الصديق من سقم المودة ، والعدو لا يجد فيه ما يقال كي يتشبث به (مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ) إليها مصيرهم ، لا ينجيهم منها مال ولا بنون ولا ما كانوا يعبدون من دون الله.
١١ ـ (هذا هُدىً) إشارة إلى القرآن (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ) وهي الأدلة الكونية على وجود الله وعظمته (لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ) أي أشد العذاب.
١٢ ـ ١٣ ـ (اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ ...) نعم الله على عباده لا يبلغها عد ولا إحصاء ، وأشار سبحانه هنا إلى شيء منها كي نتدبر ونؤمن ، ونذكر ونشكر ، وتقدم مرات ، منها في الآية ٣٢ وما بعدها من إبراهيم.
اللغة : أفاك كثير الكذب. وأثيم كثير الإثم. ويطلق الرجز على معان ، منها القذر والانحراف عن الحق الى الباطل ومنها شدة العذاب وهذا المعنى هو المراد من الرجز في الآية ، أي عذاب من النوع الشديد الأليم. وتطلق ايام الله على ايام نعمته ونقمته.
___________________________________
الإعراب : (مُسْتَكْبِراً) حال من ضمير يصر (كَأَنْ) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي كأنه وأليم بالرفع صفة لعذاب.