٣ ـ (ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِ) الكون من لدن حكيم خبير لا من الصدقة العشوائية (وَأَجَلٍ مُسَمًّى) أمد معين لزواله وفنائه.
٤ ـ (قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) الكون بمن وما فيه من خلق الله ، فأروني ما ذا خلق الذين من دونه واعبدوا ما شئتم (أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ) هل للأصنام أو لغيرهم نصيب في خلق السموات والأرض؟ (ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا) القرآن يقول : الأصنام يشاركون الله في خلقه (أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ) المراد بالاثارة البقية أو الشيء ، وبالعلم الدليل ، والمعنى إذا لم ينزل الوحي بأن لله شريكا فهل في الكون دليل واحد على وجوده؟ وتقدم في الآية ٤٠ من فاطر.
٥ ـ (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ...) لا أحد أكثر جهالة وضلالة من الذي يعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا ينفع شيئا.
٦ ـ (وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ) يوم القيامة للحساب تبرأ المعبود المزعوم ممن كان يعبده والمضل مما كان يضله ، وتقدم في الآية ٢٨ من يونس.
٧ ـ (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا ...) إذا قرئ القرآن على الكافرين بالحق والمعاندين له ـ نعتوه بالسحر وتقدم في الآية ٧ من الأنعام وغيرها.
٨ ـ (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً) قال المعاندون : محمد يفتري على الله بقرآنه ، فأمره سبحانه أن يقول لهم : كيف أفتري على الله وأنا على علم اليقين بأنه لا أحد يجيرني من غضبه وعذابه إن كذبت عليه وافتريت (هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ) لا تخفى على الله خافية من أقوالكم وأفعالكم ، وأنتم عنها مسؤولون وعليها معاقبون.
___________________________________
الإعراب : أو أثارة عطف على كتاب. و (مَنْ لا يَسْتَجِيبُ) مفعول يدعو. وضمير «هم» يعود إلى الأصنام. وعن دعائهم متعلق بغافلين ، وبعبادتهم متعلق بكافرين. (بَيِّناتٍ) حال من (آياتُنا). و (كَفَرُوا لِلْحَقِ) اللام للتعدية والمجرور متعلق بقال لا بكفروا مثل قال له. أم يقولون «أم» للاستفهام. كفى به شهيدا الباء زائدة والضمير فاعل أي كفى الله شهيدا ، وشهيدا تمييز بيني وبينكم بمنزلة الكلمة الواحدة أي بيننا.