أخلصها للعمل الصالح ، وفي الحديث : لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه.
٤ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) كان بعض الإعراب يقفون أمام بيت النبي وينادون : يا محمد اخرج إلينا ، وفي هذا ما فيه من الجفاء وقلة الحياء ، فلقنهم سبحانه هذا الدرس : (لا يَعْقِلُونَ) كيلا يعودوا إلى مثلها.
٥ ـ (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ) لا من أجلهم بل لغايتك (إِلَيْهِمْ) أي يرونك عند خروجك ، ويقولون ما يشاءون (لَكانَ) الصبر (خَيْراً لَهُمْ) أجرا لهم وتعظيما لرسول الله (ص).
٦ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ) تدل هذه الآية بصراحة على حرمة الأخذ بقول الفاسق دون التمحيص والتثبت من صدقه خوفا من الوقوع فيما لا تحمد عقباه كالإضرار بالآخرين ، واستدل بهذه الآية جماعة من العلماء على وجوب الأخذ بقول الثقة بلا شرط البحث عن الصدق ، وأثبتنا في كتاب علم أصول الفقه في ثوبه الجديد أن هذه الآية تدل على النهي عن اتباع سبيل المفسدين وكفى.
٧ ـ ٨ ـ (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ) أي لوقعتم في الحرج والمشقة ، والمعنى الأخص والأدق لهذه الآية الكريمة : عليكم أن تطيعوا الرسول لا أن يطيعكم وإلا كنتم الرسول وكان المرسل إليه (وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) بسهولته ويسّره ، والدعوة إليه بالحكمة ، والترغيب فيه بالموعظة الحسنة ، والجزاء عليه بعظيم الأجر والمثوبة (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ) بالنهي عنه ، والتحذير منه ، والتهديد عليه (أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) كل محب للخير وكاره للشر فهو مهتد وراشد.
٩ ـ (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما) الخطاب لجميع المؤمنين على الكفاية ، لأن عقيدة الإيمان تجعل المؤمنين أمة واحدة كيانا ومصلحة ومصيرا ، فإذا حدث خصام بين فئتين منهم فعلى الآخرين أن يتلافوا ذلك ، ويصلحوا بينهما على أساس العدل حرصا على مصلحة الجماعة ، وفي الحديث : إصلاح ذات البين أفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة (فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي
___________________________________
الإعراب : (لا تَجْهَرُوا). وأولئك الذين امتحن الله الخ مبتدأ وخبر والجملة خبر ان الذين يغضون. ولهم مغفرة جملة ثانية. والمصدر من انهم صبروا فاعل لفعل محذوف أي لو ثبت صبرهم. المصدر من (أَنْ تُصِيبُوا) مفعول من أجله ل (فَتَبَيَّنُوا) أي لئلا تصيبوا. (فَتُصْبِحُوا) منصوب بأن مضمرة. و (نادِمِينَ) خبر (فَتُصْبِحُوا). (فِيكُمْ) خبر (أَنَ) و (رَسُولَ اللهِ) اسمها ، والغرض من هذا الاخبار أن يعظموا الرسول ، ولا يخبروه إلا بالصدق والواقع