٥٦ ـ ٥٧ ـ (فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ) ضمير فيهن يعود إلى آلاء ربك من الجنتين والعينين ... ومعنى قاصرات الطرف لا ينظرن إلا إلى الأزواج (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌ) لا يعرفن إلا أزواجهن.
٥٨ ـ ٥٩ ـ (كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ) بهاء وصفاء.
٦٠ ـ ٦١ ـ (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ) نقل صاحب مجمع البيان عند تفسير هذه الآية عن الإمام جعفر الصادق (ع) ، أنه قال : جرت هذه الآية في الكافر والمؤمن والبر والفاجر.
٦٢ ـ ٦٣ ـ (وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ) المطيعون درجات متفاضلات ، وأيضا الجنان منازل متفاوتات ، لكل درجات مما عملوا ، فللأولين تقى الجنتان المتقدم وصفهما ، ولمن دون الأولين في التقوى أيضا جنتان ، ولكن دون تينك الجنتين بحكم البديهة والعدالة الإلهية.
٦٤ ـ ٦٥ ـ (مُدْهامَّتانِ) يميل لونهما إلى السواد من شدة الخضرة.
٦٦ ـ ٦٧ ـ (فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ) ماؤهما لا ينقطع ، ولكنه لا يجري كما يجري من العينين السابقتين.
٦٨ ـ ٦٩ ـ (فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) عطف النخل والرمان على الفاكهة من باب عطف الخاص على العام.
٧٠ ـ ٧١ ـ (فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ) زوجات صالحات الأخلاق حسان الوجوه.
٧٢ ـ ٧٣ ـ (حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ) محجوبات في البيوت لا يخرجن منها.
٧٤ ـ ٧٥ ـ (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌ) لا يعرفن غير الأزواج.
___________________________________
المعنى : بعد أن هدد سبحانه وتوعد من طغى وبغى أمّن ووعد من اتقى وصدق بالحسنى ، وعده بجنة تفوق الوصف بطعامها وشرابها وحورها وولدانها وأشجارها وأنهارها وأثاثها وحليها .. إلى ما نعرف له مثيلا وما لا نعرف ... وأكثر هذه الآيات واضحة المعنى لا تحتاج إلى تفسير ، بالإضافة إلى أنها تكرار لما سبق ، لذا نختصر في التفسير إلا إذا مست الحاجة. (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ) المراد بمقام الله أنه قائم على كل نفس يعلم سرها وجهرها. وعن الإمام جعفر الصادق (ع) : أن من علم ان الله يراه ويسمع ما يقول فيحجزه ذلك عن القبيح فقد خاف مقام ربه .. وللمفسرين أقوال في معنى الجنتين ، أقربها إلى الإفهام أنهما حديقتان في الجنة لأن الجنة في اللغة الحديقة ، ويؤيد ذلك قوله تعالى في وصف الجنتين : (ذَواتا أَفْنانٍ) أي أغصان تمتد وتورق وتثمر (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)؟ هل تكذبان يا معشر الجن والانس بهذه النعمة التي ذكرتها؟. وكل سؤال يأتي بهذه الصيغة فالمسئول عنه هو نفس النعمة التي ذكرها سبحانه قبل السؤال ـ إذن ـ لا داعي لذكره وبيان المسئول عنه.