إنزال الزوجة منزلة الأم مخالف للواقع (إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ) الأم من ولدتك وأرضعتك لا من تزوجت وافترشت (وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً) الظهار كذب وقبيح ينكره الشرع وأهل العقاب (وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) كثير المصالح والصفح لمن تاب وأناب.
٣ ـ (وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا) أي يندمون ويرجعون عن الظهار ، فعلى المظاهر منهم أن يكفّر بواحدة من ثلاث على هذا الترتيب : (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا) أولا أن يمنح المظاهر الحرية لعبد مملوك قبل أن يتصل بأهله اتصالا جنسيا (ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ) أي أوجب سبحانه الكفارة تأديبا وزجرا عن الظهار.
٤ ـ (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا) فإن عجز المظاهر عن تحرير رقبة صام شهرين متوالية لا يفصل بالفطر بين أيام الشهر الأول ولا بينه وبين الشهر الثاني ـ بيوم ، أيضا قبل أن يتصل بأهله (فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً) مرة واحدة لكل منهم ، أيضا قبل الاتصال حملا للإطعام على التحريم والصيام خلافا لأبي حنيفة (ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) لا تؤمنون بالله والرسول إلا إذا نبذتم حكم الجاهلية ، وعملتم بأحكام الله التي بيّنها سبحانه في كتابه وسنّة نبيّه (وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ) وفرائضه فلا تضيّعوها وتتعدوها.
٥ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ) يخالفون ويشاقون (اللهَ وَرَسُولَهُ) وهم أصحاب الثورة المضادة لكل إصلاح وتصحيح أولئك (كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) أصابهم الخزي والهوان تماما كما أصاب السابقين من أمثالهم (وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ) واضحات الدلالة على الفرائض والأحكام ، ولمن جحد بها وكفر عذاب مهين ومقيم.
٦ ـ (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً) يقفون بين يديه للحساب فيعلمهم بما كانوا يفعلون وهم قد نسوا ما اقترفوا ، فيتذكرون موقف الحسير الكسير ، وقد أحصى عليهم أخبارهم وآثارهم وينهارون ... ونتساءل : هل من أحد على يقين مائة بالمائة أنه بمنجاة من هذا الموقف؟ أللهم إلا من مات قلبه وغاب لبّه ، ثم أية خسارة من الإيمان بالبعث سوى فوات بعض الملذات الآنية الفانية؟
٧ ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ) كل شأن من شئون خلقه
___________________________________
الإعراب : (جَمِيعاً) حال من ضمير يبعثهم أي مجتمعين. و «ما» نافية ، ويكون تامة و «من» زائدة ونجوى فاعل وثلاثة مجرورة بالاضافة.