اللهِ)خوفا على أنسهم وأموالهم (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ) حقا لأنه الذي أرسلك رحمة للعالمين ، وأيضا يشهد سبحانه على أن المنافقين هم الضالون المخادعون في إظهار الإسلام وإعلانه.
٢ ـ (اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً) يحلفون بالله أنهم مسلمون تقية لا حقيقة (فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) صدّق المنافقين من يجهل هويتهم ، فاقتدى بهم في بعض ما يفعلون.
٣ ـ (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا) أعلنوا الإيمان بألسنتهم ، فصدقهم الناس وما أسرع ما ظهر كفرهم فلعنوا على كل لسان (فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ) هي في تقلب دائم وتذبذب مستمر ، ومن كانت هذه حياته فلا يهتدي إلى خير.
٤ ـ (وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ) جمال في المنظر ، وقبح في المخبر (وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ) ولكن لا تجد له أي أثر في نفسك لأنهم (خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ) بلا قلب وشعور ، وإذا لم يصدر الكلام عن قلب فلا يؤثر في شيء ، لأن الناس يتفاهمون بما يعبّر عن القلوب والأفكار (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ) جبناء يرتعدون من كل شيء ، ويتوقعون الفضيحة والضربة القاضية بين آن وآن حتى ولو نادى البائع على سلعته لظنوا أن الواقعة نزلت على رؤوسهم (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ) ومن الخطبة ١٩٢ من خطب نهج البلاغة : أحذركم أهل النفاق فإنهم يمشون الخفاء ، ويدبّون الضراء ، قولهم شفاء ، وفعلهم الداء العياء».
٥ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا) إلى التوبة عند رسول الله وطلب المغفرة منه ـ احتقروا هذا القول ومن قاله.
٦ ـ (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ ...) إن الله غفور وسعت رحمته وتسع كل شيء إلا من يأباها ويتكبر عليها ، وليس من الرحمة ولا من الحكمة أن تكرم من لا يقبل الكرامة.
٧ ـ (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ
___________________________________
الإعراب : ولو لا ها لكانت مفتوحة. و (ما كانُوا يَعْمَلُونَ) «ما» مصدرية والمصدر المنسبك فاعل ساء أي ساء عملهم. ودخلت اللام على «قولهم» لأن تسمع تتضمن معنى تصغي. وجملة كأنهم مستأنفة أو خبر لمبتدأ محذوف أي هم كأنهم. و (عَلَيْهِمْ) متعلقة بمحذوف مفعولا ثانيا ليحسبون. و (أَنَّى) موضعها النصب على الحال إذا كانت بمعنى كيف وعلى المفعول المطلق إذا كانت بمعنى أي وعلى الظرفية إذا كانت بمعنى أين و (سَواءٌ) مبتدأ وعليهم متعلق به لأن سواء بمعنى مستو ، و (أَسْتَغْفَرْتَ) أصلها أأستغفرت والهمزة للتسوية لا للاستفهام ولذا صح وقوعها خبرا للمبتدإ. وقيل : سواء خبر مقدم والفعل مؤول بمصدر مبتدأ مؤخر. ونحن لا نرى وجها لهذا التأويل حيث لا توجد أداة مصدرية ، والمعنى يصح بدون تأويل.