٤ ـ (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) صغت : مالت إلى السداد والرشاد ، والخطاب لعائشة وحفصة ، يأمرهما سبحانه أن يتوبا من تواطئهما على رسول الله (ص) (وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ) أي إن تتظاهر عائشة وحفصة وتتعاونا على الإساءة إلى رسول الله (ص) (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ) ناصره (وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) أي معين ، وتسأل : وما شأن حفصة وعائشة حتى حشد سبحانه عليهما قوة السماء والأرض؟ الجواب : ليس المراد بهذا التهديد عائشة وحفصة ، وإنما المقصود التنويه بعظمة الرسول وأنه في حصن حصين من الله وملائكته وصالح المؤمنين.
٥ ـ (عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً ...) أي ولتعلم كل واحدة منكن يا نساء النبي أن الرسول الأعظم لو طلقكن بالكامل لأبدله الله خيرا منكن جمالا ودينا وإخلاصا ، ثيبات إن شاء ، وإن شاء أبكارا أو هما معا.
٦ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) اتقوا معاصي الله وعذابه الشديد الأليم بفعل الواجبات وترك المحرمات ، وخذوا أولادكم بالتعليم والتمرين على فرائض الدين وآدابه ، وفي الحديث الشريف : «الولد سيد سبع سنين ، وعبد سبع سنين ، ووزير سبع سنين ، فإن رضيت أخلاقه لإحدى وعشرين سنة وإلا فاضرب جنبه فقد أعذرت إلى الله تعالى» والمراد بالوزير هنا أن يكون في خدمة أبيه وملازما له.
٧ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ) لا حميم يشفع يوم القيامة ، ولا معذرة تدفع.
٨ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً ...) وهي أن يرجع التائب من ذنبه إلى الله بصدق وإخلاص ، فيرجع سبحانه إليه بالعفو عن السيئات والبشرى بعيون وجنات (يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَ) أي أن الخزي والهوان لأعداء النبي أهل المخازي والرذائل ، أما النبي وأصحاب المحامد والفضائل فلهم الدرجات العلى لأن الجزاء من جنس العمل
___________________________________
الإعراب : (وَأَهْلِيكُمْ) عطف على أنفسكم. ونصبت (ناراً) بنزع الخافض أي احفظوا أنفسكم وأهليكم من النار. (ما أَمَرَهُمْ) «ما» مصدرية والمصدر المنسبك منصوب بنزع الخافض أي لا يعصون الله في أمره. ونصوح مصدر وصف به التوبة على المبالغة. ويوم لا يخزي «يوم» منصوب بيدخلكم.