٧ ـ (إِذا أُلْقُوا فِيها) طرحوا في جهنم كالحطب (سَمِعُوا لَها شَهِيقاً) أنكر الأصوات وأقبحها ، والشهيق والنهيق للحمار (وَهِيَ تَفُورُ) تغلي بأهلها غليان القدر بما فيه.
٨ ـ (تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ) تميز فلان من الغيظ : تقطع حنقا ، والمراد بغيظ جهنم وحنقها وأهوالها وشدائدها (كُلَّما أُلْقِيَ فِيها ...) واضح ، وتقدم في الآية ٧١ من الزمر.
٩ ـ (قالُوا بَلى ...) اعترفوا بالذنب وندموا ولاموا أنفسهم حيث لا تنفع ندامة ولا ملامة.
١٠ ـ ١١ ـ (وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ) تدل هذه الآية بوضوح أن من يهمل عقله ، ولم ينظر به ويحاكم ما يسمع ويرى فهو مسؤول أمام الله ، ومستحق للعذاب حين يلقاه ، وأية خطيئة أكثر جرما ممن أهمل أسمى ما يمتاز به عن سائر المخلوقات؟
١٢ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ) هذي هي علامة التقوى دون سواها أن تتقي معاصي الله بينك وبينه ، أن تترك حرامه في غياب الناس بحيث لو فعلته لبقي الجرم طي الكتمان.
١٣ ـ (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) كل غيب عنده شهادة ، وكل سر عنده علانية.
١٤ ـ (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ) هل يجهل الصانع ما صنع؟
١٥ ـ (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً) يسهل فيها السلوك والسعي للرزق والمكاسب (فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ) طرقها ونواحيها من سهول وجبال ، وأيضا ما في جوفها من نفط ومعادن ومياه ، على أن تتقوا الله ، كما أشار (وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) المرجع ، فيسأل ويحاسب ويعاقب.
١٦ ـ ١٨ ـ (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ
___________________________________
الإعراب :
وعذاب جهنم مبتدأ مؤخر. و (فَسُحْقاً) مصدر مؤكد أي سحقهم الله سحقا. (بِالْغَيْبِ) متعلق بمحذوف حال من فاعل يخشون ، والتقدير كائنين بالغيب على معنى غائبين عن أعين الناس. لا يعلم من خلق الهمزة للاستفهام ، ولا للنفي ، وفي يعلم ضمير مستتر يعود الى ربهم ، ومن مفعول ، والمعنى الله يعلم مخلوقاته. والمصدر من (أَنْ يَخْسِفَ) بدل اشتمال من «من في السماء» ومثله أن يرسل ، وإذا للمفاجأة.