٣ ـ (مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ) المراد بالمعارج الرفعة الكاملة والعلو المطلق ، وفي معنى هذه الآية قوله تعالى : (رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ) ـ ١٥ غافر».
٤ ـ (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) المراد بالروح جبريل وعطفه على الملائكة من باب عطف الخاص على العام ، والمعنى أن الملائكة يسرعون في طاعة الله وإنفاذ أمره سرعة يقطعون بها في اليوم الواحد قدر ما يقطع الناس في خمسين ألف سنة بوسائلهم المألوفة ، والمراد بهذه المدة مجرد التمثيل لحق الله على الخلق ، وأن عليهم أن يستسلموا لأمره ، ويسرعوا إلى طاعته تماما كما أسرع إليها الملائكة المقربون ٥ ـ (فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً) تذرع يا محمد بالصبر على تكذيب المجرمين وإيذائهم ٦ ـ ٧ ـ (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً) يوم الحساب والجزاء محال وبعيد عند الجاحدين ، وعند الله أقرب من قريب ، لأنه آت لا محالة ٨ ـ (يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ) تذوب الكواكب والأجرام السماوية ، وتصبح كالزيت العكر أو المعدن الذائب السائل ٩ ـ (وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ) كالصوف في هشه وانتفاشه ١٠ ـ (وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً) لأن كل إنسان في شغل شاغل بنفسه عن غيره.
١١ ـ (يُبَصَّرُونَهُمْ) أي يرى الحميم حميم يوم القيامة ، ولكن لا سؤال ولا كلام ، لأن كلّا منهما يومئذ في شأن يذهله وهم يشغله (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ) الذين جمع لهم من حلال وحرام.
١٢ ـ (وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ) المراد بالصاحبة الزوجة ١٣ ـ (وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ) عشيرته التي تحميه.
١٤ ـ (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ) قد يهون الموت على الإنسان ، بل ويضحي بالمال والعيال في سبيل حريته وكرامته ، وهو سليم الجسم معافي من الأوجاع والآلام فكيف إذا سلب الحرية ـ ألقي في لهب ساطع ودائم ، لا يقضى عليه فيموت ، ولا يخفف عنه العذاب؟ وتقدم في الآية ٩١ من آل عمران.
١٥ ـ (كَلَّا) أيها المجرمون ... لا فداء ولا شيء ينجيكم من سوء المصير (إِنَّها لَظى) لهب خالص.
١٦ ـ (نَزَّاعَةً لِلشَّوى) تنتزع الأعضاء من أماكنها وتشويها ، ثم إلى الحياة كما كانت ، وهكذا دواليك.
١٧ ـ (تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى) تجذبه إليها وتشده ، ولا تدع له ، من وسيلة إلى الفرار.
١٨ ـ (وَجَمَعَ فَأَوْعى) من الوعاء لا من الوعي ، والمعنى جمع المجرم الأموال ، وأمسكها في الأوعية ، ولم يؤد حق الله منها ١٩ ـ ٢١ ـ (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً) الإنسان ابن الأرض وبها يشبه ، فهي تخصب وتنشر الخضرة والنماء وإذا نزل عليها الماء وتجدب وتغبر إذا انقطع عنها ، وهكذا الإنسان يفرح ويسرّ إذا مسّه الخير وينهار جزعا إذا مسّه الشر والفرق بينه وبين الأرض أن للإنسان طاقة وإرادة ودينا وعقلا وبها يستطيع أن يملك نفسه ، ويلتزم العدل والتوازن ، في تصرفاته فلا يقتر أو يبذر إذا استغنى ، ويصبر ويتجلد إذا افتقر ، وأيضا يثق بالله ورحمته ، ولا يستولي عليه اليأس والقنوط ، وهذي هي صفة المؤمنين حقا الذين أشار سبحانه إليهم بقوله :
٢٢ ـ ٢٣ ـ (إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) أبدا لا دين ولا إيمان إلا لمن حافظ على الصلاة