وواجباتها وثبت على أدائها في أوقاتها.
٢٤ ـ ٢٥ ـ (وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) السائل : الذي يطلب من الناس ويبدأهم بالسؤال والمحروم : الذي يتعفف عن الطلب ، فيظنه الجاهل بحاله غنيا فيحرمه ، وهذا أحق الناس بحق الله ، والصدقة عليه تقع في يد الله لا في يده كما في الحديث ، بل وفي القرآن لأن الله استقرض له لا لسواه.
٢٦ ـ (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) لا دين لمن أقر بوجود الله ، وأنكر لقاءه وحسابه وجزاءه ، وأيضا لا إيمان لمن أقر بهذين معا ، وأنكر نبوة محمد (ص).
٢٧ ـ ٢٨ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ) مهما كانت طاعة العبد وتكون ، ولا أدري كيف كرر وأعلن واحد من الناس ، أنه في أمان من عذاب الله وهو يتلو هذه الآية؟ وروي أن رسول الله قال : «اعملوا وسددوا وقاربوا واعلموا أن أحدا منكم لن يدخله عمله الجنة. قالوا ولا أنت يا رسول الله قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل» ومعنى الحديث : اتقنوا العمل وتقربوا به إلى الله ، واتركوا إليه أمر الثواب على أعمالكم ولا تجزموا أن عملكم هذا يدخلكم الجنة لا محالة ، بل أرجوا رحمة الله وفضله.
٢٩ ـ ٣٠ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) من جوار وإماء ، ولا موضوع لهذا الحكم في عصرنا حيث لا جارية ولا أمة (فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) ولا مسؤولين حيث تمتعوا بحلال الله لا بحرامه.
٣١ ـ (فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ) تجاوز الحلال إلى الحرام كالزنا واللواط (فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) المعتدون على أعراض الناس والمتعدون المتجاوزون حدود الله ٣٢ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ) المؤمن المخلص إذا اؤتمن لم يخن ، وإذا عاهد لم يغدر ٣٣ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ) لا يكتمونها ولا يزيدون فيها ، ولا ينقصون منها.
٣٤ ـ ٣٥ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ) تقدم في الآية ٢٣ من هذه السورة وكرر سبحانه لمجرد الاهتمام بالصلاة والتنبيه إلى أنها عمود الإسلام. وسبق الكلام عن المحافظة على الصلاة والفروج وإقامه الشهادة والوفاء بالعهد والأمانة وحق الله في الأموال والخوف من عذابه تعالى والرجاء لثوابه ٣٦ ـ (فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ) قبلك بكسر القاف : نحوك وعندك وحولك ، ومهطعين : مسرعين.
٣٧ ـ (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ) أي عن يمين محمد (ص) وشماله (عِزِينَ) فرقا وجماعات والمعنى ما أعجب شأن المكذبين برسالتك! إنهم يسرعون ويتحلقون حولك حين تتلو آيات الله ، لا لشيء إلا ليتخذوها هزوا وسخريا.
٣٨ ـ (أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ) كان المجرمون العتاة يسخرون من القرآن ، ويشيرون إلى خباب وبلال وعمار ويقولون : إن دخل هؤلاء الجنة كما يقول محمد فنحن أحق بها وأولى! وما من شك أنهم أولى بجهنم صليا.
٣٩ ـ (كَلَّا) هيهات لا يخدع الله عن جنته ، ولا تنال مرضاته إلا بطاعته (إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ) إنهم وكل البشر من ماء مهين ، ولا فضل لأحد على آخر إلا أن يترك شيئا نافعا ومفيدا لأخيه الإنسان.
٤٠ ـ ٤١ ـ (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) أي يقسم سبحانه ـ على القول بأن «لا» زائدة ـ بمن خلق