مقدمة
بعض مشاكلنا العلمية
لم تزل ولا تزال تفتخر الشيعة الإمامية بان مصادر علومه أهل بيت الوحي وورثة علم النّبي صلىاللهعليهوآله فعندهم من الأثر الصحيح ما لم يصل الى غيرهم ، حيث أخذوها ممن صاحبه طول الليالي والأيام ، وصاحب سره ومن ربي في حجره ، أو ممن نشأ من بعده في بيته.
لكن لا تفتخر بهذا فحسب ؛ بل تفتخر أيضا بأن أئمتهم (عليهمالسلام) قد فتحوا عليهم باب الاجتهاد حينما أغلقه الآخرون على أنفسهم ، فأمروهم بالنظر والتفكير في الأصول التي وصلت إليهم واستنباط فروعها منها ، وفي الفروع التي تحدث لهم وإرجاعها إلى أصولها ، ليتبين لهم بذلك كل ما يحتاجون اليه من الأحكام الشرعية في جميع الحوادث الواقعة لهم.
وقد ندبهم ائمة أهل البيت عليهمالسلام الى ذلك تارة بقولهم «أنتم اعرف الناس إذا عرفتم معاني كلامنا» (١) واخرى بأن لله على الناس حجتين : حجة ظاهره وحجة باطنة فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة واما الباطنة فالعقول (٢) وثالثة بتعليمهم طرق الجمع بين الاخبار المتعارضة ، بالأخذ بالمجمع عليه وبعرضها على كتاب الله وغير ذلك من المرجحات.
__________________
(١) رواه في المجلد الثالث من الوسائل في الباب ٩ من أبواب صفات القاضي.
(٢) رواه في الكافي باب العقل والجهل من المجلد الأول عن هشام بن الحكم عن ـ الكاظم عليهالسلام.