قال : رحم الله عبدا اجتر مودة الناس الى نفسه ، فحدثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون (١)
فان الحديث معهم بما يعرفون وترك ما ينكرون من مصاديق التقية وانما يؤتى بذلك تحبيبا.
ومنها ما في تفسير الامام الحسن العسكري عليهالسلام قال : وقال الحسن بن على عليهالسلام (بن ابى طالب) ان التقية يصلح الله بها امة لصاحبها مثل ثواب أعمالهم ، فإن تركها أهلك أمة ، تاركها شريك من أهلكهم. الحديث (٢)
ولعل ارداف التقية بحقوق الاخوان هنا وفي روايات أخر إشارة إلى اشتراكهما في حفظ الأمة ووحدتها وحقوقها وكيانها ، وان كان التأكيد في الأول لإخوانهم ، الخاصة والثاني للعامة.
وقد ورد في غير واحد من الروايات (مثل الرواية ٣٢ من الباب ٢٤ والرواية ٣٣ من ذاك الباب بعينه) تفسير قوله تعالى في قصة ذي القرنين حاكيا عن القوم الذين وجدهم عند السدين (تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا) وقوله (فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً) «ان هذا هو التقية فإنها الحصن الحصين بينك وبين أعداء الله وإذا عملت بها لم يقدروا على حيلة».
وهذا وان كان ناظرا إلى تأويل الآية وبطنها والعدول عن ظاهرها ببعض المناسبات لكشف ما فيها من المعاني الأخر غير معناها الظاهر ، الا
__________________
(١) الحديث ٤ من الباب ٢٦ من أبواب الأمر بالمعروف من الوسائل.
(٢) الحديث ٤ من الباب ٢٨ من أبواب الأمر بالمعروف.