كما تجب لحفظ نفسه وحقوقه ، وان سبق منا احتمال أخر في بيان هذه المقارنة وان الأول ناظر إلى مناسبة الإنسان مع أعدائه والثاني إلى مناسبته مع أحبائه.
وكذلك ما دل على ان ترك التقية من مصاديق إلقاء النفس في التهلكة ، وهو كثير. فكما أن إلقائه بنفسه في التهلكة حرام كذلك إلقاء أخيه المؤمن بالهلاك أو بإطلاق «أنفسكم» وشموله للغير أيضا.
واما القسم الثاني وهو الخوف على النوع بان يكون ترك التقية مستلزما للضرر في زمان آخر على أقوام اخرين احتمالا معتدا به ، كما إذا تركها في بلاده عند بعض أهل الخلاف ، وخاف منه الضرر على بعض إخوانه إذا رجعوا الى بلادهم ، سواء كان ذلك بالنسبة إلى فرد أو افراد.
والظاهر جواز ذلك أيضا اما أولا فلما عرفت مرارا من ملاك التقية وانه من باب مراعاة الأهم وتقديمه على المهم.
واما ثانيا فلصدق الضرورة عليه فيشمله عمومات التقية الدالة على جوازها في كل ضرورة.
واما ثالثا فلدلالة غير واحد من اخبار أبواب التقية عليه بل على ما هو أوسع منه :
«منها» : ما روى في تفسير الامام الحسن العسكري عليهالسلام عن الحسن بن على عليهالسلام قال : ان التقية يصلح الله بها امة لصاحبها مثل ثواب أعمالهم فإن تركها أهلك أمة ، تاركها شريك من أهلكهم الحديث. (١) «ومنها» : ما رواه الشيخ في مجالسه بسنده عن المنصوري عن عم
__________________
(١) الحديث ٤ من الباب ٢٨ من أبواب الأمر بالمعروف.