بعد مس عذاب شديد» (١).
وكذا ما دل على انه مثل تضييع حقوق الاخوان مثل ما ورد في ذلك المصدر بعينه من قول على بن الحسين عليهالسلام يغفر الله للمؤمن كل ذنب ويطهره منه في الدنيا والآخرة ما خلا ذنبين : ترك التقية وتضييع حقوق الاخوان.
وما رواه ابن إدريس في آخر السرائر عن مولانا على بن محمد عليهالسلام قال : لداود الصرمي : لو قلت ان تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقا (٢) الى غير ذلك مما يطلع عليه المتتبع.
فان ذلك كله ظاهر في وجوبها النفسي.
وثانيا : ان ترك التقية ـ وهو ضد فعلها ـ بنفسه إلقاء النفس في التهلكة ، لا انه مقدمة لها ومن المعلوم ان ذلك بنفسه حرام فترك التقية بنفسها حرام يترتب عليها العقاب ويوجب الفسق ، وان شئت قلت : فعلها عين مصداق حفظ النفس وتركها عين مصداق إضاعتها وإلقائها في الهلاكة وليس هنا من المقدمية عين ولا اثر فتدبر.
__________________
(١) الحديث ١٢ من الباب ٢٨ من أبواب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر من الجلد ١١ من الوسائل.
(٢) الحديث ٢٦ من الباب ٢٤ من أبواب الأمر بالمعروف.