ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم إلى أنبيائهم وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه ؛ ثمَّ قال البيهقي : رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن يزيد بن هارون ـ (١).
وقد يقال ان ضعف إسناد الأحاديث منجبرة بالشهرة المحققة وقد قيل انها بلغت حد الاشتهار حتى يعرفها العوام والنسوان وقال العلامة الأنصاري في كلام له في القاعدة في أبواب أصالة الاشتغال : «وضعف اسنادها مجبور باشتهار التمسك بها بين الأصحاب في أبواب العبادات كما لا يخفى على المتتبع.
الكلام في دلالتها
لو سلمنا انجبار اسناد بما عرفت من الشهرة بقي الكلام في دلالتها فإنها قابلة للبحث والتنقيب من شتى الجهات.
اما الحديث الاولى فالاستدلال به يتوقف على كشف معنى «من» و «ما» فيه.
اما «من» في قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم «منه» فتحمل ثلاث معان.
١ ـ ان تكون تبعيضية ، فالمعنى فأتوا البعض الذي تستطيعون واتركوا ما لا تستطيعون.
٢ ـ ان تكون بمعنى «الباء» فتكون للتعدية فإن الإتيان يتعدى بالباء.
__________________
(١) ـ السنن الكبرى للبيهقي ج ٤ ص ٣٢٦.