(م) فان قلت لعل نظر هؤلاء فى ذلك الى ما يستفاد من الاخبار مثل قولهم عليهمالسلام حرام عليكم ان تقولوا بشىء ما لم تسمعوا امنا وقولهم عليهمالسلام لو ان رجلا قام ليله وصام نهاره وحج دهره وتصدق بجميع ما له ولم يعرف ولاية ولى الله فيكون اعماله بدلالته فيواليه ما كان له علي الله ثواب وقولهم عليهمالسلام من دان الله بغير سماع من صادق فهو كذا وكذا الى غير ذلك من ان الواجب علينا هو امتثال احكام الله تعالى التى بلغها حججه عليهمالسلام فكل حكم لم يكن الحجة واسطة فى تبليغه لم يجب امتثاله بل يكون من قبيل اسكتوا عما سكت الله عنه فان معنى سكوته عنه عدم امر اوليائه بتبليغه وحينئذ فالحكم المنكشف بغير واسطة الحجة ملغى فى نظر الشارع وان كان مطابقا للواقع كما يشهد به تصريح الامام عليهالسلام بنفى الثواب على التصدق بجميع المال مع القطع بكونه محبوبا ومرضيا عند الله ـ
(ش) اقول ان الاخباريين يمكن ان يستدل لهم علي ذلك اى على تقديم الدليل النقلى على العقلى القطعى بامرين :
الاول هو احتمال مدخلية وساطتهم عليهمالسلام فى فعلية الاحكام والعقل بعد احتمال ذلك يستحيل ان يستقل على وجه الجزم بشىء حتى يحكم بملازمة الحكم الشرعى له ويرد على هذا الوجه ان العقل بعد ما ادرك المصلحة الملزمة فى شىء كالكذب المتضمن لانجاء النبى او لجماعة من المؤمنين مثلا وادرك عدم مزاحمة شىء آخر لها وادرك ان الاحكام الشرعية ليست جزافية وانما هى لاجل ايصال العباد الى المصالح وتبعيدهم عن المفاسد كيف يعقل ان يتوقف فى استكشاف الحكم الشرعى بوجوبه ويحتمل مدخلية وساطتهم صلوات الله وسلامه عليهم بل لا محالة يستقل بحسن هذا الكذب ويحكم بمحبوبيته والحاصل ان المدعى هو تبعية الحكم الشرعى لما استقل به العقل من الحسن او القبح وبعد الاستقلال لا يبقى مجال لاحتمال وساطتهم اصلا ولا يخفى ان هذا الاحتمال لم يتعرض له الشيخ قدسسره.
الثانى الاخبار الكثيرة التي لا يبعد تواترها معنى الدالة علي وجوب الرجوع الى الائمة صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ووجوب الاعتقاد بهم وعدم الاعتناء بالعقل فى الاحكام الشرعية ولا يخفى ان هذه الاخبار على كثرتها على طائفتين : الاولى الاخبار ـ