(م) وثانيا سلمنا مدخلية تبليغ الحجة فى وجوب الاطاعة لكنا اذا علمنا اجمالا بان حكم الواقعة الفلانية لعموم الابتلاء بها قد صدر يقينا من الحجة مضافا الى ما ورد من قوله صلىاللهعليهوآله فى خطبة حجة الوداع معاشر الناس ما من شىء يقربكم الى الجنة ويباعدكم عن النار الا امرتكم به وما من شىء يقربكم الى النار ويباعدكم عن الجنة الا وقد نهيتكم عنه ثم ادركنا ذلك الحكم اما بالعقل المستقل واما بواسطة مقدمة عقلية نجزم من ذلك بان ما استكشفناه بعقولنا صادر عن الحجة صلوات الله عليه فيكون الاطاعة بواسطة الحجة إلّا ان يدعى ان الاخبار المتقدمة وادلة وجوب الرجوع الى الائمة صلوات الله عليهم اجمعين تدل على مدخلية تبليغ الحجة وبيانه فى طريق الحكم وان كل حكم لم يعلم من طريق السماع عنهم عليهمالسلام ولو بالواسطة فهو غير واجب الاطاعة وحينئذ فلا يجدى مطابقة الحكم المدرك لما صدر عن الحجة لكن قد عرفت عدم دلالة الاخبار ومع تسليم ظهورها فهو ايضا من باب تعارض النقل الظني مع العقل القطعى ولذلك لا فائدة مهمة فى هذه المسألة اذ بعد ما قطع العقل بحكم وقطع بعدم رضاء الله جل ذكره بمخالفته فلا يعقل ترك العمل بذلك ما دام هذا القطع باقيا فكل ما دل على خلاف ذلك فمؤول او مطروح.
(ش) اقول حاصل الجواب الثانى عن استدلال الاخباريين على توسط تبليغ الحجة فى وجوب اطاعة حكم الله تعالى على فرض تسليمه ان ما استكشفناه من الاحكام الشرعية بعقولنا صادر عن الحجة عليهمالسلام فيكون الاطاعة بواسطة الحجة وبيان ذلك انا اذا علمنا اجمالا ان الاحكام الشرعية قد صدرت يقينا من الحجة لعموم الابتلاء بها او غيره مضافا الى قوله صلىاللهعليهوآله فى حجة الوداع الدال على صدور الاحكام الشرعية عن الحجة فلا بدلنا ان نستكشفها اما بالعقل المستقل واما بواسطة مقدمة عقلية فيكون الاطاعة بواسطة الحجة إلّا ان يقال ان الاخبار المتقدمة وادلة وجوب الرجوع الى الائمة عليهمالسلام تدل على مدخلية تبليغ الحجة وبيانه فى طريق الحكم وان كل حكم لم يعلم من طريق السماع عنهم عليهمالسلام ولو بالواسطة فهو غير واجب الاطاعة وحينئذ فلا يفيد مطابقة الحكم المدرك لما صدر عن الحجة لكن قد عرفت عدم دلالة الاخبار ومع تسليم ظهورها فهو ـ